الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5215 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن هشام بن زيد عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655109nindex.php?page=treesubj&link=23804_25575_33198أنفجنا أرنبا ونحن بمر الظهران فسعى القوم فلغبوا فأخذتها فجئت بها إلى أبي طلحة فذبحها فبعث بوركيها أو قال بفخذيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها
قوله ( باب الأرنب ) هو دويبة معروفة تشبه العناق لكن في رجليها طول بخلاف يديها ، والأرنب اسم جنس للذكر والأنثى ، ويقال للذكر أيضا الخزز وزن عمر بمعجمات ، وللأنثى عكرشة ، وللصغير خرنق بكسر المعجمة وسكون الراء وفتح النون بعدها قاف ، هذا هـو المشهور . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13974الجاحظ : لا يقال أرنب إلا للأنثى ، ويقال إن الأرنب شديدة الجبن كثيرة الشبق وأنها تكون سنة ذكرا وسنة أنثى وأنها تحيض ، وسأذكر من خرجه ، ويقال إنها تنام مفتوحة العين .
قوله ( أنفجنا ) بفاء مفتوحة وجيم ساكنة أي أثرنا ، وفي رواية مسلم " استنفجنا " وهو استفعال منه ، يقال نفج الأرنب إذا ثار وعدا ، وانتفج كذلك ، وأنفجته إذا أثرته من موضعه ، ويقال إن الانتفاج الاقشعرار فكأن المعنى جعلناها بطلبنا لها تنتفج ، والانتفاج أيضا ارتفاع الشعر وانتفاشه . ووقع في " شرح مسلم " للمازري " بعجنا " بموحدة وعين مفتوحة ، وفسره بالشق من بعج بطنه إذا شقه ، وتعقبه عياض بأنه تصحيف ، وبأنه لا يصح معناه من سياق الخبر لأن فيه أنهم سعوا في طلبها بعد ذلك ، فلو كان شقوا بطنها كيف كانوا يحتاجون إلى السعي خلفها .
قوله ( بمر الظهران ) مر بفتح الميم وتشديد الراء ، والظهران بفتح المعجمة بلفظ تثنية الظهر ، اسم موضع على مرحلة من مكة . وقد يسمى بإحدى الكلمتين تخفيفا ، وهو المكان الذي تسميه عوام المصريين بطن مرو والصواب مر بتشديد الراء .
[ ص: 579 ] قوله ( فسعى القوم فلغبوا ) بمعجمة وموحدة أي تعبوا وزنه ومعناه ، ووقع بلفظ " تعبوا " في رواية الكشميهني ، وتقدم في الهبة بيان ما وقع للداودي فيه من غلط .
قوله ( فأخذتها ) زاد في الهبة " فأدركتها فأخذتها " ولمسلم " فسعيت حتى أدركتها " ولأبي داود من طريق حماد بن سلمة عن هشام بن زيد " وكنت غلاما حزورا " وهو بفتح المهملة والزاي والواو المشددة بعدها راء ويجوز سكون الزاي وتخفيف الواو وهو المراهق .
قوله ( إلى أبي طلحة ) وهو زوج أمه .
قوله ( فذبحها ) زاد في رواية الطيالسي " بمروة " وزاد في رواية حماد المذكورة " فشويتها " .
قوله ( فبعث بوركيها أو قال بفخذيها ) هو شك من الراوي ، وقد تقدم بيان ذلك في كتاب الهبة ، ووقع في رواية حماد " بعجزها " .
قوله ( فقبلها ) أي الهدية ، وتقدم في الهبة من هذا الوجه " قلت وأكل منه ؟ قال : وأكل منه " ثم قال : فقبله ، nindex.php?page=showalam&ids=13948وللترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي فيه " فأكله ، قلت : أكله ؟ قال قبله " وهذا الترديد لهشام بن زيد وقف جده أنسا على قوله " أكله " فكأنه توقف في الجزم به وجزم بالقبول ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث عائشة " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503807أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرنب وأنا نائمة فخبأ لي منها العجز ، فلما قمت أطعمني " وهذا لو صح لأشعر بأنه أكل منها ، لكن سنده ضعيف .
ووقع في " الهداية " للحنفية nindex.php?page=hadith&LINKID=3503808أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل من الأرنب حين أهدي إليه مشويا وأمر أصحابه بالأكل منه ، وكأنه تلقاه من حديثين : فأوله من حديث الباب وقد ظهر ما فيه ، والآخر من حديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503809جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه ، فأمسك وأمر أصحابه أن يأكلوا " ورجاله ثقات ، إلا أنه اختلف فيه على nindex.php?page=showalam&ids=17176موسى بن طلحة اختلافا كثيرا . وفي الحديث جواز nindex.php?page=treesubj&link=33198أكل الأرنب وهو قول العلماء كافة إلا ما جاء في كراهتها عن عبد الله بن عمر من الصحابة وعن عكرمة من التابعين وعن nindex.php?page=showalam&ids=12526محمد بن أبي ليلى من الفقهاء ، واحتج بحديث خزيمة بن جزء nindex.php?page=hadith&LINKID=3503810قلت يا رسول الله ، ما تقول في الأرنب ؟ قال لا آكله ولا أحرمه ، قالت فإني آكل ما لا تحرمه . ولم يا رسول الله ؟ قال نبئت أنها تدمى وسنده ضعيف ، ولو صح لم يكن فيه دلالة على الكراهة كما سيأتي تقريره في الباب الذي بعد ، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503811جيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكلها ولم ينه عنها " زعم أنها تحيض " أخرجه أبو داود ، وله شاهد عن عمر عند إسحاق بن راهويه في مسنده ، وحكى الرافعي عن أبي حنيفة أنه حرمها ، وغلطه النووي في النقل عن أبي حنيفة . وفي الحديث أيضا جواز nindex.php?page=treesubj&link=17162استثارة الصيد والغدو في طلبه ، وأما ما أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث ابن عباس رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503812من اتبع الصيد غفل " فهو محمول على من واظب على ذلك حتى يشغله عن غيره من المصالح الدينية وغيرها .
وفيه أن nindex.php?page=treesubj&link=17173آخذ الصيد يملكه بأخذه ولا يشاركه من استثاره معه . وفيه nindex.php?page=treesubj&link=25575_7337هدية الصيد وقبولها من الصائد nindex.php?page=treesubj&link=25575وإهداء الشيء اليسير الكبير القدر إذا علم من حاله الرضا بذلك ، وفيه أن nindex.php?page=treesubj&link=24247ولي الصبي يتصرف فيما يملكه الصبي بالمصلحة . وفيه استثبات الطالب شيخه عما يقع في حديثه مما يحتمل أنه يضبطه كما وقع لهشام بن زيد مع أنس رضي الله عنه .