الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5221 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة عن nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=655115أنه كره أن تعلم الصورة وقال nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=treesubj&link=32677نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب تابعه قتيبة حدثنا العنقزي عن حنظلة وقال تضرب الصورة
[ ص: 588 ]
[ ص: 588 ] قوله ( باب العلم ) بفتحتين ( والوسم ) بفتح أوله وسكون المهملة ، وفي بعض النسخ بالمعجمة فقيل هو بمعنى الذي بالمهملة وقيل بالمهملة في الوجه وبالمعجمة في سائر الجسد ، فعلى هذا فالصواب هنا بالمهملة لقوله في الصورة ، nindex.php?page=treesubj&link=25278والمراد بالوسم أن يعلم الشيء بشيء يؤثر فيه تأثيرا بالغا ، وأصله أن يجعل في البهيمة علامة ليميزها عن غيرها .
قوله ( عن nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة ) هو ابن أبي سفيان الجمحي ، nindex.php?page=showalam&ids=15959وسالم هو ابن عبد الله بن عمر .
قوله ( أن تعلم ) بضم أوله أي تجعل فيها علامة .
قوله ( الصورة ) في رواية الكشميهني في الموضعين " الصور " بفتح الواو بلا هـاء جمع صورة والمراد بالصورة الوجه .
قوله ( وقال ابن عمر : نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب ) هو موصول بالسند المذكور ، بدأ بالموقوف وثنى بالمرفوع مستدلا به على ما ذكر من الكراهة ، لأنه إذا ثبت النهي عن الضرب كان منع الوسم أولى ، ويحتمل أن يكون أشار إلى ما أخرجه مسلم من حديث جابر " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503841نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن nindex.php?page=treesubj&link=25278الوسم في الوجه " وفي لفظ له nindex.php?page=hadith&LINKID=3503842مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم بحمار قد وسم في وجهه فقال : لعن الله من وسمه .
قوله ( تابعه قتيبة قال حدثنا العنقزي ) بفتح المهملة والقاف بينهما نون ساكنة وبعد القاف زاي ، منسوب إلى العنقز وهو نبت طيب الريح ، ويقال هو المرزنجوش بفتح الميم وسكون الراء ثم فتح الزاي وسكون النون بعدها جيم مضمومة وآخره معجمة ، وهذا تفسير للشيء بمثله في الخفاء ، والمرزنجوش هو الشمار أو الشذاب ، وقيل العنقز الريحان ، وقيل القصب الغض ، واسم العنقزي عمرو بن محمد الكوفي وثقه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات كان يبيع العنقز .
وهذه المتابعة لها حكم الوصل عند ابن الصلاح لأن قتيبة من شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وإنما ذكرها لزيادة المحذوف في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى حيث قال " أن تضرب " فإن الضمير في روايته للصورة لكونها ذكرت أولا وأفصح العنقزي في روايته بذلك ، وقوله عن حنظلة يريد بالسند المذكور وهو عن سالم عن أبيه ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي الحديث من طريق بشر بن السري ومحمد بن عدي فرقهما كلاهما عن حنظلة بالسند المذكور واللفظ المذكور ، لكن لفظ رواية بشر بن السري " عن الصورة تضرب " وأخرجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن حنظلة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503843أن تضرب وجوه البهائم " ومن وجه آخر عنه " أن تضرب الصورة " يعني الوجه ، وأخرجه [ ص: 589 ] أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13853محمد بن بكر يعني البرساني وإسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة قال " سمعت " سالما يسأل عن العلم في الصورة فقال : كان ابن عمر يكره أن تعلم الصورة " وبلغنا nindex.php?page=hadith&LINKID=3503844أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تضرب الصورة " يعني بالصورة الوجه . قال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي المسند منه على اضطراب فيه ضرب الصورة ، وأما العلم فإنه من قول ابن عمر وكان المعنى فيه الكي ، قلت وهذه الرواية الأخيرة هي المطابقة للفظ الترجمة ، وعطفه الوسم عليها إما عطف تفسيري وإما من عطف الأعم على الأخص .
وأشار nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي بالاضطراب إلى الرواية الأخيرة حيث قال فيها " وبلغنا " فإن الظاهر أنه من قول سالم فيكون مرسلا بخلاف الروايات الأخرى أنها ظاهرة الاتصال لكن اجتماع العدد الكثير أولى من تقصير من قصر به والحكم لهم . ومثل هذا لا يسمى اضطرابا في الاصطلاح لأن شرط الاضطراب أن يتعذر الترجيح بعد تعذر الجمع وليس الأمر هنا كذلك . وجاء في ذكر الوسم في الوجه صريحا حديث جابر قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3503845مر النبي صلى الله عليه وسلم بحمار قد وسم في وجهه فقال : لعن الله من فعل هذا . لا يسم أحد الوجه ولا يضرب أحد الوجه " أخرجه عبد الرزاق ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي . وهو شاهد جيد لحديث ابن عمر . وتقدم البحث في ضرب وجه الآدمي في كتاب الجهاد في الكلام على حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وتقدم قبل أبواب النهي عن صبر البهيمة وعن المثلة .