حَدِيثُ أَنَسٍ :

قَوْلُهُ : ( سَبَّابًا ) بِالْمُهْمَلَةِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ الْأُولَى ثَقِيلَةٌ .

[ ص: 468 ] قَوْلُهُ : ( كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعْتِبَةِ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ - وَيَجُوزُ فَتْحُهَا - بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ وَهِيَ مَصْدَرُ عَتَبَ عَلَيْهِ يَعْتِبُ عَتَبًا وَعِتَابًا وَمَعْتَبَةً وَمُعَاتَبَةً ، قَالَ الْخَلِيلُ : الْعِتَابُ مُخَاطَبَةُ الْإِدْلَالِ ، وَمُذَاكَرَةُ الْمُوجَدَةِ .

قَوْلُهُ : ( مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ ) قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى خَرَّ لِوَجْهِهِ فَأَصَابَ التُّرَابُ جَبِينَهُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ دُعَاءً لَهُ بِالْعِبَادَةِ كَأَنْ يُصَلِّي فَيَتْرَبُ جَبِينُهُ ، وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ لِأَنَّ الْجَبِينَ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ ، قَالَ ثَعْلَبٌ : الْجَبِينَانِ يَكْتَنِفَانِ الْجَبْهَةَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى - : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=103وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى جَبِينِهِ .

قُلْتُ : وَأَيْضًا فَالثَّانِي بَعِيدٌ جِدًّا ، لِأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اسْتَعْمَلَهَا الْعَرَبُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا وَضْعَ الْجَبْهَةِ بِالْأَرْضِ فِي الصَّلَاةِ ، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : قَوْلُهُ تَرِبَ جَبِينُهُ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ جَرَتْ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، وَهِيَ مِنَ التُّرَابِ ، أَيْ سَقَطَ جَبِينُهُ لِلْأَرْضِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ رَغِمَ أَنْفُهُ ، وَلَكِنْ لَا يُرَادُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَرِبَ جَبِينُهُ ، بَلْ هُوَ نَظِيرُ مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ ، أَيْ إِنَّهَا كَلِمَةٌ تَجْرِي عَلَى اللِّسَانِ وَلَا يُرَادُ حَقِيقَتَهَا .