الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5839 حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عطاء بن أبي ميمونة ) هو ابن هلال مولى أنس ، وأبو رافع هو نفيع الصانع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن زينب كان اسمها برة ) بفتح الموحدة وتشديد الراء ، كذا في رواية محمد بن جعفر وهو غندر عن شعبة ، ووافقه جماعة . وقال عمرو بن مرزوق عن شعبة بهذا السند عن أبي هريرة " كان اسم ميمونة برة " أخرجه المصنف في " الأدب المفرد " عنه ، والأول أكبر ، وزينب هي بنت جحش أو بنت أبي سلمة ، والأولى زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - والثانية ربيبته ، وكل منهما كان اسمها أولا برة فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - ، كذا قال ابن عبد البر ، وقصة زينب بنت جحش أخرجها مسلم وأبو داود في أثناء حديث عن زينب بنت أم سلمة قال " سميت برة فقال - النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تزكوا أنفسكم فإن الله أعلم بأهل البر منكم . قالوا : ما نسميها ؟ قال : سموها زينب " وفي بعض روايات مسلم " وكان اسم زينب بنت جحش برة " وقد أخرج الدارقطني في " المؤتلف " بسند فيه ضعف " أن زينب بنت جحش قالت : يا رسول الله اسمي برة فلو غيرته ، فإن البرة صغيرة ، فقالو كان مسلما [1] لسميته باسم من أسمائها ، ولكن هو جحش فالجحش أكبر من البرة وقد وقع مثل ذلك لجويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، فأخرج مسلم وأبو داود والمصنف في " الأدب المفرد " عن ابن عباس قال : " كان اسم جويرية بنت الحارث برة ، فحول النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها فسماها جويرية ، كره أن يقول خرج من عند برة " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقيل تزكي نفسها ) أي لأن لفظة " برة " مشتقة من البر ، وكذلك وقع في قصة جويرية " كره أن يقال خرج من عند برة " وقال في قصة زينب الله أعلم بأهل البر منكم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية