الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
710 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14181حفص بن عمر قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=650701أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما nindex.php?page=treesubj&link=1562_1566_1567كانوا يفتتحون الصلاة ب nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين
قوله : ( باب ما يقول بعد التكبير ) في رواية المستملي " باب ما يقرأ " بدل " ما يقول " وعليها اقتصر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي . واستشكل إيراد حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة إذ لا ذكر للقراءة فيه ، وقال الزين بن المنير : ضمن قوله ما يقرأ ما يقول من الدعاء قولا متصلا بالقراءة ، أو لما كان الدعاء والقراءة يقصد بهما التقرب إلى الله تعالى استغنى بذكر أحدهما عن الآخر كما جاء " علفتها تبنا وماء باردا " . وقال ابن رشيد : nindex.php?page=treesubj&link=1562دعاء الافتتاح يتضمن مناجاة الرب والإقبال عليه بالسؤال ، وقراءة الفاتحة تتضمن هذا المعنى ، فظهرت المناسبة بين الحديثين .
قوله : ( كانوا يفتتحون الصلاة ) أي : nindex.php?page=treesubj&link=1530القراءة في الصلاة ، وكذلك رواه ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=14033والجوزقي وغيرهما من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14303أبي عمر الدوري وهو حفص بن عمر شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844015كانوا يفتتحون القراءة بـ " الحمد لله " [ ص: 266 ] رب العالمين " وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة خلف الإمام " عن عمرو بن مرزوق عن شعبة وذكر أنها أبين من رواية حفص بن عمر .
قوله : ( بـ " الحمد لله رب العالمين " ) بضم الدال على الحكاية . واختلف في المراد بذلك فقيل : المعنى كانوا يفتتحون بالفاتحة ، وهذا قول من أثبت البسملة في أولها ، وتعقب بأنها إنما تسمى الحمد فقط ، وأجيب بمنع الحصر ، ومستنده ثبوت تسميتها بهذه الجملة وهي " الحمد لله رب العالمين " في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أخرجه في فضائل القرآن من حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=844016ألا أعلمك nindex.php?page=treesubj&link=28882_28892أعظم سورة في القرآن فذكر الحديث وفيه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=844017الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى . وقيل المعنى كانوا يفتتحون بهذا اللفظ تمسكا بظاهر الحديث ، وهذا قول من نفى nindex.php?page=treesubj&link=1564قراءة البسملة ، لكن لا يلزم من قوله " كانوا يفتتحون بالحمد " أنهم لم يقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم سرا ، وقد أطلقnindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة السكوت على القراءة سرا كما في الحديث الثاني من الباب ، وقد اختلف الرواة عن شعبة في لفظ الحديث : فرواه جماعة من أصحابه عنه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844018كانوا يفتتحون بـ " nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين " ورواه آخرون عنه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844019فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم " كذا أخرجه مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ومحمد بن جعفر ، وكذا أخرجه الخطيب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=14303أبي عمر الدوري شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة من رواية محمد بن جعفر باللفظين ، وهؤلاء من أثبت أصحاب شعبة ، ولا يقال هذا اضطراب من شعبة ؛ لأنا نقول قد رواه جماعة من أصحاب قتادة عنه باللفظين ، فأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة " nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طريق أيوب وهؤلاء nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق أبي عوانة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في " جزء القراءة " وأبو داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فيه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق حماد بن سلمة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فيه والسراج من طريق همام كلهم عن قتادة باللفظ الأول ، وأخرجه مسلم من طريق الأوزاعي عن قتادة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844020لم يكونوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم " ، وقد قدح بعضهم في صحته بكون الأوزاعي رواه عن قتادة مكاتبة ، وفيه نظر فإن الأوزاعي لم ينفرد به فقد رواه أبو يعلى عن أحمد الدورقي والسراج عن nindex.php?page=showalam&ids=14302يعقوب الدورقي وعبد الله بن أحمد بن عبد الله السلمي ثلاثتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي عن شعبة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844021فلم يكونوا يفتتحون القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم " .
قال شعبة قلت لقتادة : سمعته من أنس ؟ قال : نحن سألناه ؛ لكن هذا النفي محمول على ما قدمناه أن المراد أنه لم يسمع منهم البسملة ، فيحتمل أن يكونوا يقرءونها سرا ، ويؤيده رواية من رواه عنه بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844022فلم يكونوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم " كذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=17258وهمام عند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وشيبان عند nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وشعبة أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عنه عند أحمد أربعتهم عن قتادة . ولا يقال هذا اضطراب من قتادة لأنا نقول : قد رواه جماعة من أصحاب أنس عنه كذلك : فرواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة " والسراج وأبو عوانة في صحيحه من طريق إسحاق بن أبي طلحة والسراج من طريق ثابت البناني nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري فيه من طريق مالك بن دينار كلهم عن أنس باللفظ الأول ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط من طريق إسحاق أيضا وابن خزيمة من طريق ثابت أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق منصور بن زاذان nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق أبي قلابة nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من طريق أبي نعامة كلهم عن أنس باللفظ النافي للجهر ، فطريق الجمع بين هذه الألفاظ حمل نفي القراءة على نفي السماع ونفي السماع على نفي الجهر ، [ ص: 267 ] ويؤيده أن لفظ رواية منصور بن زاذان " nindex.php?page=hadith&LINKID=844023فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم " ، وأصرح من ذلك رواية الحسن عن أنس عند nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=844024كانوا يسرون بسم الله الرحمن الرحيم " فاندفع بهذا تعليل من أعله بالاضطراب nindex.php?page=showalam&ids=13332كابن عبد البر ؛ لأن الجمع إذا أمكن تعين المصير إليه . وأما من قدح في صحته بأن أبا سلمة سعيد بن يزيد سأل أنسا عن هذه المسألة فقال " إنك لتسألني عن شيء ما أحفظه ولا سألني عنه أحد قبلك " ودعوى أبي شامة أن أنسا سئل عن ذلك سؤالين فسؤال أبي سلمة " هل كان الافتتاح بالبسملة أو الحمدلة " وسؤال قتادة " هل كان يبدأ بالفاتحة أو غيرها " قال : ويدل عليه قول قتادة في صحيح مسلم " نحن سألناه " انتهى .
فليس بجيد ؛ لأن أحمد روى في مسنده بإسناد الصحيحين أن سؤال قتادة نظير سؤال أبي سلمة ، والذي في مسلم إنما قاله عقب رواية nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي عن شعبة ، ولم يبين مسلم صورة المسألة ، وقد بينها أبو يعلى والسراج وعبد الله بن أحمد في رواياتهم التي ذكرناها عن أبي داود أن السؤال كان عن افتتاح القراءة بالبسملة ، وأصرح من ذلك رواية ابن المنذر عن طريق أبي جابر عن شعبة عن قتادة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=844025 " سألت أنسا : أيقرأ الرجل في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فقال : صليت وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فلم أسمع أحدا منهم يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم " فظهر اتحاد سؤال أبي سلمة وقتادة وغايته أن أنسا أجاب قتادة بالحكم دون أبي سلمة ، فلعله تذكره لما سأله قتادة بدليل قوله في رواية أبي سلمة " ما سألني عنه أحد قبلك " أو قاله لهما معا فحفظه قتادة دون أبي سلمة فإن قتادة أحفظ من أبي سلمة بلا نزاع ، وإذا انتهى البحث إلى أن محصل حديث أنس نفي nindex.php?page=treesubj&link=1564الجهر بالبسملة على ما ظهر من طريق الجمع بين مختلف الروايات عنه فمتى وجدت رواية فيها إثبات الجهر قدمت على نفيه ، لمجرد تقديم رواية المثبت على النافي ؛ لأن أنسا يبعد جدا أن يصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - مدة عشر سنين ثم يصحب أبا بكر وعمر وعثمان خمسا وعشرين سنة فلم يسمع منهم الجهر بها في صلاة واحدة ، بل لكون أنس اعترف بأنه لا يحفظ هذا الحكم كأنه لبعد عهده به ، ثم تذكر منه الجزم بالافتتاح بالحمد جهرا ولم يستحضر الجهر بالبسملة ، فيتعين الأخذ بحديث من أثبت الجهر . وسيأتي الكلام على ذلك في " باب جهر المأموم بالتأمين " إن شاء الله قريبا .
وترجم له nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وغيره " إباحة الإسرار بالبسملة في الجهرية " وفيه نظر ؛ لأنه لم يختلف في إباحته بل في استحبابه ، واستدل به المالكية على ترك دعاء الافتتاح ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي بعده يرد عليه ، وكأن هذا هو السر في إيراده ، وقد تحرر أن المراد بحديث أنس بيان ما يفتتح به القراءة ، فليس فيه تعرض لنفي دعاء الافتتاح .
( تنبيه ) : وقع ذكر عثمان في حديث أنس في رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " جزء القراءة " وكذا في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد عن شعبة عند أبي عوانة ، وهو في رواية شيبان وهشام nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي . وقد أشرنا إلى روايتهم فيما تقدم .