الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
731 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف قال أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=16932محمد بن جبير بن مطعم عن nindex.php?page=showalam&ids=67أبيه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=650723سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=1566_1567قرأ في المغرب بالطور
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=889_1567الجهر في المغرب ) اعترض الزين بن المنير على هذه الترجمة والتي بعدها بأن الجهر فيهما لا خلاف فيه ، وهو عجيب ؛ لأن الكتاب موضوع لبيان الأحكام من حيث هي ، وليس هو مقصورا على الخلافيات .
[ ص: 290 ] قوله : ( عن محمد بن جبير ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة من طريق سفيان عن الزهري " حدثني محمد بن جبير " .
قوله : ( قرأ في المغرب بالطور ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر " يقرأ " وكذا هو في الموطأ وعند مسلم ، زاد المصنف في الجهاد من طريق محمد بن عمرو عن الزهري " وكان جاء في أسارى بدر " nindex.php?page=showalam&ids=13053ولابن حبان من طريق محمد بن عمرو عن الزهري " في فداء أهل بدر " وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي من طريق معمر " وهو يومئذ مشرك " وللمصنف في المغازي من طريق معمر أيضا في آخره قال " وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي " nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من رواية أسامة بن زيد عن الزهري نحوه وزاد " فأخذني من قراءته الكرب " nindex.php?page=showalam&ids=16000ولسعيد بن منصور عن هشيم عن الزهري " فكأنما صدع قلبي حين سمعت القرآن " واستدل به على صحة أداء ما تحمله الراوي في حال الكفر ، وكذا الفسق إذا أداه في حال العدالة . وستأتي الإشارة إلى زوائد أخرى فيه لبعض الرواة قوله : ( بالطور ) أي بسورة الطور ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : يحتمل أن تكون الباء بمعنى من كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=6عينا يشرب بها عباد الله وسنذكر ما فيه قريبا . قال الترمذي : ذكر عن مالك أنه كره أن يقرأ في المغرب بالسور الطوال نحو الطور والمرسلات .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا أكره ذلك بل أستحبه . وكذا نقله البغوي في شرح السنة عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، والمعروف عند الشافعية أنه لا كراهية في ذلك ولا استحباب . وأما مالك فاعتمد العمل بالمدينة بل وبغيرها . قال ابن دقيق العيد : استمر العمل على تطويل القراءة في الصبح وتقصيرها في المغرب ، والحق عندنا أن ما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وثبتت مواظبته عليه فهو مستحب ، وما لم تثبت مواظبته عليه فلا كراهة فيه . قلت : الأحاديث التي ذكرها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في القراءة هنا ثلاثة مختلفة المقادير لأن الأعراف من السبع الطوال ، والطور من طوال المفصل ، والمرسلات من أوساطه . وفي nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث ابن عمر أنه قرأ بهم في المغرب بالذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ، ولم أر حديثا مرفوعا فيه التنصيص على القراءة فيها بشيء من قصار المفصل إلا حديثا في ابن ماجه عن ابن عمر نص فيه على الكافرون والإخلاص ، ومثله nindex.php?page=showalam&ids=13053لابن حبان عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة .
فأما حديث ابن عمر فظاهر إسناده الصحة إلا أنه معلول ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : أخطأ فيه بعض رواته . وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ففيه سعيد بن سماك وهو متروك ، والمحفوظ أنه قرأ بهما في الركعتين بعد المغرب واعتمد بعض أصحابنا وغيرهم حديث سليمان بن يسار عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال " ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان ، قال سليمان : فكان nindex.php?page=treesubj&link=857يقرأ في الصبح بطوال المفصل وفي المغرب بقصار المفصل " الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وغيره . وهذا يشعر بالمواظبة على ذلك ، لكن في الاستدلال به نظر يأتي مثله في " باب جهر الإمام بالتأمين " بعد ثلاثة عشر بابا . نعم حديث رافع الذي تقدم في المواقيت أنهم كانوا ينتضلون بعد صلاة المغرب يدل على تخفيف القراءة فيها ، وطريق الجمع بين هذه الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان أحيانا يطيل nindex.php?page=treesubj&link=889القراءة في المغرب إما لبيان الجواز وإما لعلمه بعدم المشقة على المأمومين ، وليس في حديث جبير بن مطعم دليل على أن ذلك تكرر منه ، وأما حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ففيه إشعار بذلك لكونه أنكر على مروان المواظبة على القراءة بقصار المفصل ، ولو كان مروان يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - واظب على ذلك لاحتج به على [ ص: 291 ] زيد ، لكن لم يرد زيد منه فيما يظهر المواظبة على القراءة بالطوال ، وإنما أراد منه أن يتعاهد ذلك كما رآه من النبي - صلى الله عليه وسلم - . وفي حديث أم الفضل إشعار بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الصحة بأطول من المرسلات لكونه كان في حال شدة مرضه وهو مظنة التخفيف ، وهو يرد على أبي داود ادعاء نسخ التطويل لأنه روى عقب حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت من طريق عروة أنه كان يقرأ في المغرب بالقصار ، قال : وهذا يدل على نسخ حديث زيد ، ولم يبين وجه الدلالة ، وكأنه لما رأى عروة راوي الخبر عمل بخلافه حمله على أنه اطلع على ناسخه ، ولا يخفى بعد هذا الحمل ، وكيف تصح دعوى النسخnindex.php?page=showalam&ids=11696وأم الفضل تقول : إن آخر صلاة صلاها بهم قرأ بالمرسلات . قال nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في صحيحه : هذا من الاختلاف المباح ، فجائز للمصلي أن يقرأ في المغرب وفي الصلوات كلها بما أحب ، إلا أنه إذا كان إماما استحب له أن يخفف في القراءة كما تقدم اهـ .
وهذا أولى من قول القرطبي : ما ورد في مسلم وغيره من تطويل القراءة فيما استقر عليه التقصير أو عكسه فهو متروك ، وادعى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أنه لا دلالة في شيء من الأحاديث الثلاثة على تطويل القراءة ، لاحتمال أن يكون المراد أنه قرأ بعض السورة . ثم استدل لذلك بما رواه من طريق هشيم عن الزهري في حديث جبير بلفظ : فسمعته يقول nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=7إن عذاب ربك لواقع قال فأخبر أن الذي سمعه من هذه السورة هي هذه الآية خاصة اهـ . وليس في السياق ما يقتضي قوله " خاصة " مع كون رواية هشيم عن الزهري بخصوصها مضعفة ، بل جاء في روايات أخرى ما يدل على أنه قرأ السورة كلها ، فعند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التفسير " سمعته يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=35أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون الآيات إلى قوله : المصيطرون كاد قلبي يطير " ونحوه nindex.php?page=showalam&ids=16802لقاسم بن أصبغ ، وفي رواية أسامة ومحمد بن عمرو المتقدمتين " سمعته يقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=1والطور وكتاب مسطور ومثله لابن سعد ، وزاد في أخرى فاستمعت قراءته حتى خرجت من المسجد .
ثم ادعى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أن الاحتمال المذكور يأتي في حديث زيد بن ثابت ، وكذا أبداه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي احتمالا ، وفيه نظر لأنه لو كان قرأ بشيء منها يكون قدر سورة من قصار المفصل لما كان لإنكار زيد معنى . وقد روى حديث زيد nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عنه أنه قال لمروان " nindex.php?page=hadith&LINKID=844054إنك لتخف القراءة في الركعتين من المغرب فوالله لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ فيها بسورة الأعراف في الركعتين جميعا " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة . واختلف على هشام في صحابيه والمحفوظ عن عروة أنه nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، وقال أكثر الرواة : عن هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت أو أبي أيوب ، وقيل عن عائشة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي مقتصرا على المتن دون القصة ، واستدل به nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره على امتداد وقت المغرب إلى غروب الشفق ، وفيه نظر لأن من قال إن لها وقتا واحدا لم يحده بقراءة معينة بل قالوا : لا يجوز تأخيرها عن أول غروب الشمس ، وله أن يمد القراءة فيها ولو غاب الشفق . واستشكل المحب الطبري إطلاق هذا ، وحمله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قبله على أنه يوقع ركعة في أول الوقت ويديم الباقي ولو غاب الشفق ، ولا يخفى ما فيه ، لأن تعمد إخراج بعض الصلاة عن الوقت ممنوع ، ولو أجزأت فلا يحمل ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك . واختلف في nindex.php?page=treesubj&link=28386المراد بالمفصل مع الاتفاق على أن منتهاه آخر القرآن هل هو من أول الصافات أو الجاثية أو القتال أو الفتح أو الحجرات أو ق أو الصف أو تبارك أو سبح أو الضحى إلى آخر القرآن أقوال أكثرها مستغرب اقتصر في شرح المهذب على أربعة من الأوائل سوى الأول والرابع ، وحكى الأول والسابع والثامن ابن أبي الصيف اليمني ، وحكى الرابع [ ص: 292 ] والثامن الدزماري في " شرح التنبيه " وحكى التاسع المرزوقي في شرحه ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي nindex.php?page=showalam&ids=15151والماوردي العاشر ، والراجح الحجرات ذكره النووي . ونقل المحب الطبري قولا شاذا أن المفصل جميع القرآن ، وأما ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من طريق زرارة بن أوفى قال : أقرأني أبو موسى كتاب عمر إليه : اقرأ في المغرب آخر المفصل . وآخر المفصل من ( لم يكن ) إلى آخر القرآن فليس تفسيرا للمفصل بل لآخره ، فدل على أن أوله قبل ذلك .