الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
106 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد قال أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قال أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15883ربعي بن حراش يقول سمعت عليا يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=650103قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=18985_25046_19007_18987لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=25046_18985إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ليس في الأحاديث التي في الباب تصريح بالإثم ، وإنما هو مستفاد من الوعيد بالنار على ذلك لأنه لازمه .
قوله : ( nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور ) هو ابن المعتمر الكوفي ، وهو تابعي صغير ، وربعي بكسر أوله وإسكان الموحدة ، وأبوه حراش بكسر المهملة أوله وهو من كبار التابعين .
قوله : ( سمعت nindex.php?page=showalam&ids=8عليا ) هو ابن أبي طالب رضي الله عنه .
قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=883583لا تكذبوا علي ) هو عام في كل كاذب ، مطلق في كل نوع من الكذب ، ومعناه لا تنسبوا الكذب إلي . ولا مفهوم لقوله : " علي " لأنه لا يتصور أن يكذب له لنهيه عن مطلق الكذب . وقد اغتر قوم من الجهلة فوضعوا أحاديث في الترغيب والترهيب وقالوا : نحن لم نكذب عليه بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته ، وما دروا أن تقويله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل يقتضي الكذب على الله تعالى ; لأنه إثبات حكم من الأحكام الشرعية سواء كان في الإيجاب أو الندب ، وكذا مقابلهما وهو الحرام والمكروه . ولا يعتد بمن خالف ذلك من الكرامية حيث جوزوا وضع nindex.php?page=treesubj&link=25046_18985الكذب في الترغيب والترهيب في تثبيت ما ورد في القرآن والسنة واحتجوا بأنه كذب له لا عليه ، وهو جهل باللغة العربية . وتمسك بعضهم بما ورد في بعض طرق الحديث من زيادة لم تثبت وهي ما أخرجه البزار من حديث ابن مسعود بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=883584من كذب علي ليضل به الناس " الحديث ، وقد اختلف في وصله وإرساله ، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم إرساله ، وأخرجه الدارمي من حديث يعلى بن مرة بسند ضعيف ، وعلى تقدير ثبوته فليست اللام فيه للعلة بل للصيرورة كما فسر قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=144فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس والمعنى أن مآل أمره إلى الإضلال ، أو هو من تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر فلا مفهوم له كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=130لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة - nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151ولا تقتلوا أولادكم من إملاق فإن قتل الأولاد ومضاعفة الربا والإضلال في هذه الآيات إنما هو لتأكيد الأمر فيها لا لاختصاص الحكم .
قوله : ( فليلج النار ) جعل الأمر بالولوج مسببا عن الكذب ; لأن لازم الأمر الإلزام والإلزام بولوج النار سببه الكذب عليه أو هو بلفظ الأمر ومعناه الخبر ، ويؤيده رواية مسلم من طريق غندر عن شعبة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=883585من يكذب علي يلج النار " nindex.php?page=showalam&ids=13478ولابن ماجه من طريق شريك عن منصور قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=883586الكذب علي يولج - أي : يدخل - النار .