الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا 127 وقال علي nindex.php?page=treesubj&link=32094_32106_18496حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن علي بذلك
[ ص: 272 ] قوله : ( باب من خص بالعلم قوما دون قوم ) أي : سوى قوم لا بمعنى الأدون . و " كراهية " بالإضافة بغير تنوين . وهذه الترجمة قريبة من الترجمة التي قبلها ; ولكن هذه في الأقوال وتلك في الأفعال أو فيهما .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله ) هو ابن موسى كما ثبت للباقين .
قوله : ( عن معروف ) هو ابن خربوذ كما في رواية كريمة ، وهو تابعي صغير مكي وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غير هذا الموضع ، وأبوه بفتح المعجمة وتشديد الراء المفتوحة وضم الموحدة وآخره معجمة . وهذا الإسناد من عوالي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري لأنه يلتحق بالثلاثيات ، من حيث إن الراوي الثالث منه صحابي وهو nindex.php?page=showalam&ids=11871أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي آخر الصحابة موتا ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري غير هذا الموضع .
قوله : ( حدثوا الناس بما يعرفون ) كذا وقع في رواية أبي ذر ، وسقط كله من روايته عن الكشميهني ، ولغيره بتقديم المتن ابتدأ به معلقا فقال : وقال علي . . . إلخ . ثم عقبه بالإسناد . والمراد بقوله : " بما يعرفون " أي : يفهمون . وزاد nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس في كتاب العلم له عن عبد الله بن داود عن معروف في آخره " ودعوا ما ينكرون " أي : يشتبه عليهم فهمه . وكذا رواه أبو نعيم في المستخرج . وفيه دليل على أن nindex.php?page=treesubj&link=18500_18497المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة . ومثله قول ابن مسعود : " ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم . وممن كره التحديث ببعض دون بعض أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك في أحاديث الصفات ، وأبو يوسف في الغرائب ، ومن قبلهم nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن ، ونحوه عن حذيفة وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج بقصة العرنيين لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي ، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة وظاهره في الأصل غير مراد ، فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب . والله أعلم .