الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1497 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى بن إسماعيل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران رضي الله عنه قال nindex.php?page=hadith&LINKID=651469nindex.php?page=treesubj&link=28973_3738تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن قال رجل برأيه ما شاء
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=3742التمتع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كذا في رواية أبي ذر ، وسقط لغيره " على عهد . . . إلخ " ولبعضهم : " باب " بغير ترجمة ، وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي ، والأول أولى . وفي الترجمة إشارة إلى الخلاف في ذلك ، وإن كان الأمر استقر بعد على الجواز .
قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف ) هو ابن عبد الله بن الشخير ، ورجال الإسناد كلهم بصريون .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=40عمران ) هو ابن حصين الخزاعي ، ولمسلم من طريق شعبة ، عن قتادة ، عن مطرف : " بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه ، فقال : إني كنت محدثك بأحاديث لعل الله أن ينفعك " فذكر الحديث .
قوله : ( ونزل القرآن ) أي بجوازه ، يشير إلى قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فمن تمتع بالعمرة إلى الحج الآية . ورواه مسلم من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن همام بلفظ : " ولم ينزل فيه القرآن " أي بمنعه ، وتوضحه رواية مسلم الأخرى من طريق شعبة ، وسعيد بن أبي عروبة كلاهما عن قتادة بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=886320ثم لم ينزل فيها كتاب الله ولم ينه عنها نبي الله . وزاد من طريق شعبة ، عن حميد بن هلال ، عن مطرف : nindex.php?page=hadith&LINKID=886321ولم ينزل فيه قرآن بحرمة . وله من طريق أبي العلاء ، عن مطرف nindex.php?page=hadith&LINKID=886322فلم تنزل آية تنسخ ذلك ولم تنه عنه حتى مضى لوجهه . وللإسماعيلي من طريق عفان ، عن همام : nindex.php?page=hadith&LINKID=886323تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل فيه القرآن ولم ينهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم ينسخها شيء . وقد أخرجه المصنف في تفسير البقرة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12004أبي رجاء العطاردي ، عن عمران بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=886324أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل قرآن بحرمة ، فلم ينه عنها حتى مات ، قال رجل برأيه ما شاء .
[ ص: 506 ] قوله : ( قال رجل برأيه ما شاء ) وفي رواية أبي العلاء : ارتأى كل امرئ بعد ما شاء أن يرتئي " قائل ذلك هو عمران بن حصين ، ووهم من زعم أنه مطرف الراوي عنه لثبوت ذلك في رواية أبي رجاء عن عمران كما ذكرته قبل ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي أنه وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في رواية أبي رجاء ، عن عمران ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : يقال : إنه عمر ، أي الرجل الذي عناه عمران بن حصين ، ولم أر هذا في شيء من الطرق التي اتصلت لنا من nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، لكن نقله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي عن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري كذلك ، فهو عمدة nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي في ذلك ، وبهذا جزم القرطبي والنووي وغيرهما ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أشار بذلك إلى رواية الجريري ، عن مطرف فقال في آخره : " ارتأى رجل برأيه ما شاء " . يعني عمر ، كذا في الأصل ، أخرجه مسلم ، عن محمد بن حاتم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن الثوري عنه ، وقال ابن التين : يحتمل أن يريد عمر أو عثمان ، وأغرب الكرماني فقال : ظاهر سياق كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن المراد به عثمان ، وكأنه لقرب عهده بقصة عثمان مع علي جزم بذلك ، وذلك غير لازم ، فقد سبقت قصة عمر مع أبي موسى في ذلك ، ووقعت لمعاوية أيضا مع nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم قصة في ذلك ، والأولى أن يفسر بعمر ، فإنه أول من نهى عنها ، وكأن من بعده كان تابعا له في ذلك ، وفي مسلم أيضا أن ابن الزبير كان ينهى عنها nindex.php?page=showalam&ids=11، وابن عباس يأمر بها ، فسألوا جابرا ، فأشار إلى أن أول من نهى عنها عمر ، ثم في حديث عمران هذا ما يعكر على عياض وغيره في جزمهم أن المتعة التي نهى عنها عمر ، وعثمان هي nindex.php?page=treesubj&link=25649فسخ الحج إلى العمرة ، لا العمرة التي يحج بعدها ، فإن في بعض طرقه عند مسلم التصريح بكونها متعة الحج ، وفي رواية له أيضا : nindex.php?page=hadith&LINKID=886325أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمر بعض أهله في العشر . وفي رواية له : nindex.php?page=hadith&LINKID=886301جمع بين حج وعمرة . ومراده التمتع المذكور ، وهو الجمع بينهما في عام واحد ، كما سيأتي صريحا في الباب بعده في حديث ابن عباس ، وقد تقدم البحث فيه في حديث أبي موسى .
وفيه من الفوائد أيضا جواز nindex.php?page=treesubj&link=27881نسخ القرآن بالقرآن ولا خلاف فيه ، وجواز نسخه بالسنة ، وفيه اختلاف شهير ، ووجه الدلالة منه قوله : " ولم ينه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم " . فإن مفهومه أنه لو نهى عنها لامتنعت ، ويستلزم رفع الحكم ، ومقتضاه nindex.php?page=treesubj&link=22177جواز النسخ ، وقد يؤخذ منه أن الإجماع لا ينسخ به لكونه حصر وجوه المنع في نزول آية أو نهي من النبي صلى الله عليه وسلم . وفيه nindex.php?page=treesubj&link=22273وقوع الاجتهاد في الأحكام بين الصحابة ، وإنكار بعض المجتهدين على بعض بالنص .
الحافظ الإمام الحجة ، شيخ الإسلام أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم البصري التبوذكي .
ولد في صدر خلافة أبي جعفر .
وروى عن : أعين الخوارزمي من صغار التابعين ، وجرير بن حازم ، وشعبة حديثا واحدا ، وجويرية بن أسماء ، وحماد بن سلمة ، والقاسم بن الفضل ، وهمام بن يحيى ، ومبارك بن فضالة ، وأبي هلال ، ويزيد بن إبراهيم التستري ، ومحمد بن راشد المكحولي ، وسليمان بن المغيرة ، والضحاك بن نبراس ، وعبد العزيز بن الماجشون ، وعبد العزيز بن المختار ، وعبد العزيز بن مسلم ، ومهدي بن ميمون ، ووهيب ، وابن المبارك ، وحماد بن زيد حديثا واحدا ، وخلق كثير .
وكان من بحور العلم ، أول سماعاته في عام ستين ومائة .
حدث عنه : البخاري ، وأبو داود ، والباقون عن رجل عنه ، والحسن بن علي الخلال ، ويحيى بن معين ، ومحمد بن يحيى ، وأحمد بن الحسن الترمذي ، وأبو زرعة ، ويعقوب الفسوي ، وإبراهيم بن ديزيل ، وإبراهيم الحربي ، وإسماعيل سمويه ، وأبو حاتم ، ومحمد بن غالب تمتام ، وأبو الأحوص العكبري ، ومحمد بن أيوب بن الضريس ، والعباس بن الفضل الأسفاطي ، وسبطه الإمام أبو بكر بن أبي عاصم ، وأحمد بن داود المكي ، وخلق كثير .
قال عباس ، عن يحيى بن معين ، قال : ما جلست إلى شيخ إلا هابني ، أو عرف لي ، ما خلا هذا الأثرم التبوذكي ، فعددت لابن معين ما كتبنا عنه خمسة وثلاثين ألف حديث . [ ص: 362 ] وقال الحسين بن الحسن الرازي : سألت يحيى بن معين عن أبي سلمة ، فقال : ثقة مأمون .
وروى أبو حاتم ، عن يحيى ، قال : كان كيسا ، وكان حجاج بن منهال رجلا صالحا ، وأبو سلمة أتقنهما .
وقال أبو حاتم : سمعت أبا الوليد الطيالسي يقول : موسى بن إسماعيل ثقة صدوق .
وقال أبو حاتم أيضا : قال علي بن المديني : من لم يكتب عن أبي سلمة ، كتب عن رجل عنه .
قلت : هكذا جرى لمسلم توانى في لقيه ، فكتب عن رجل عنه .
وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث .
وقال أبو حاتم : كان ثقة لا أعلم أحدا بالبصرة ممن أدركناه أحسن حديثا منه قال : وإنما سمي التبوذكي ، لأنه اشترى بتبوذك دارا ، فنسب إليها .
وقال أحمد بن أبي خيثمة : سمعته يقول : لا جزي خيرا من سماني [ ص: 363 ] " تبوذكي " أنا مولى بني منقر ، إنما نزل داري قوم من أهل تبوذك ، فسموني " تبوذكي " .
ويقال : التبوذكي : هو الذي يبيع رقاب الدجاج وقوانصها .
قال ابن حبان : كان من المتقنين .
قال الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقي ، عن محمد بن سليمان المنقري البصري : قدم علينا يحيى بن معين ، فكتب عن أبي سلمة ، فقال له : إني أريد أن أذكر لك شيئا ، فلا تغضب . قال : هات . قال : حديث همام ، عن ثابت ، عن أنس ، عن أبي بكر حديث الغار لم يروه أحد من أصحابك ، إنما رواه عفان وحبان ، ولم أجده في صدر كتابك ، إنما وجدته على ظهره . قال : فتقول ماذا ؟ قال : تحلف لي أنك سمعته من همام ؟ قال : ذكرت أنك كتبت عني عشرين ألفا ، فإن كنت عندك فيها صادقا ، فما ينبغي أن تكذبني في حديث ، وإن كنت عندك كاذبا ، ما ينبغي أن تصدقني فيها ، ولا تكتب عني شيئا ، وترمي به . برة بنت أبي عاصم طالق ثلاثا إن لم أكن سمعته من همام . والله لا كلمتك أبدا . [ ص: 364 ] قال حاتم بن الليث الجوهري : كان أبو سلمة أحمر الرأس واللحية ، يخضب بالحناء ، وكان قد رأى سعيد بن أبي عروبة ، وحفظ عنه مسائل ، مات بالبصرة في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين .
وقال ابن سعد : مات ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ثلاث .
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد ، أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أيوب الرازي ، حدثنا أبو عمر حفص بن عمر ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أعطي يوسف شطر الحسن " .
أخرجه مسلم عن شيبان ، عن حماد . فوقع لنا بدلا عاليا .
كتب إلينا أبو الفرج بن قدامة وغيره : أن محمد بن عمر أخبرهم : أخبرنا أبو غالب بن البناء ، أخبرنا أبو محمد الجوهري ، حدثنا أبو بكر القطيعي حدثنا محمد بن يونس القرشي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، عن هشام بن عروة ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : " اجتمع إحدى عشرة امرأة ، فتعاهدن ، وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا " وذكر حديث أم زرع . . وقالت عائشة : قال لي [ ص: 365 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عائشة فكنت لك كأبي زرع لأم زرع " .
رواه مسلم عن الحلواني عن أبي سلمة ، فوقع لنا بدلا بعلو درجتين .