قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ) كَذَا فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَغَيْرِهَا ، زَادَ الْأَصِيلِيُّ " هُوَ ابْنُ مَنْصُورٍ " وَفِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ " حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=15106إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ بَهْرَامٍ " بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْكَوْسَجِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ أَبُو نُعَيْمٍ .

قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=15409النَّضْرُ ) هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ بِالْمُعْجَمَةِ مُصَغَّرًا ، nindex.php?page=showalam&ids=14152وَالْحَكَمُ هُوَ ابْنُ عُتَيْبَةَ بِمُثَنَّاةٍ وَمُوَحَّدَةٍ مُصَغَّرًا .

قَوْلُهُ : ( أَرْسَلَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ) وَلِمُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ " مَرَّ عَلَى رَجُلٍ " فَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ مَرَّ بِهِ فَأَرْسَلَ [ ص: 341 ] إِلَيْهِ ، وَهَذَا الْأَنْصَارِيُّ سَمَّاهُ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ " عِتْبَانَ " وَهُوَ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ خَفِيفَةٍ وَلَفْظُهُ مِنْ رِوَايَةِ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ " nindex.php?page=hadith&LINKID=883674خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى قُبَاءٍ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَنِي سَالِمٍ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى بَابِ عِتْبَانَ فَخَرَجَ يَجُرُّ إِزَارَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَعْجَلْنَا الرَّجُلَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ . وَعِتْبَانُ الْمَذْكُورُ هُوَ ابْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ كَمَا نَسَبَهُ nindex.php?page=showalam&ids=15549بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ فِي رِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .

وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ فِي صَحِيحِ أَبِي عَوَانَةَ أَنَّهُ ابْنُ عِتْبَانَ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ، وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ لَكِنَّهُ قَالَ " فَهَتَفَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ صَالِحٌ " فَإِنْ حُمِلَ عَلَى تَعَدُّدِ الْوَاقِعَةِ وَإِلَّا فَطَرِيقُ مُسْلِمٍ أَصَحُّ . وَقَدْ وَقَعَتِ الْقِصَّةُ أَيْضًا nindex.php?page=showalam&ids=46لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَغَيْرِهِ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ ; وَلَكِنَّ الْأَقْرَبَ فِي تَفْسِيرِ الْمُبْهَمِ الَّذِي فِي nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ عِتْبَانُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَوْلُهُ : ( يَقْطُرُ ) أَيْ : يَنْزِلُ مِنْهُ الْمَاءُ قَطْرَةً قَطْرَةً مِنْ أَثَرِ الْغُسْلِ .

قَوْلُهُ : ( لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ ) أَيْ : عَنْ فَرَاغِ حَاجَتِكَ مِنَ الْجِمَاعِ ، وَفِيهِ جَوَازُ الْأَخْذِ بِالْقَرَائِنِ ; لِأَنَّ الصَّحَابِيَّ لَمَّا أَبْطَأَ عَنِ الْإِجَابَةِ مُدَّةَ الِاغْتِسَالِ خَالَفَ الْمَعْهُودَ مِنْهُ وَهُوَ سُرْعَةُ الْإِجَابَةِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَلَمَّا رَأَى عَلَيْهِ أَثَرَ الْغُسْلِ دَلَّ عَلَى أَنَّ شُغْلَهُ كَانَ بِهِ ، وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ نَزَعَ قَبْلَ الْإِنْزَالِ لِيُسْرِعَ الْإِجَابَةَ ، أَوْ كَانَ أَنْزَلَ فَوَقَعَ السُّؤَالُ عَنْ ذَلِكَ .

وَفِيهِ nindex.php?page=treesubj&link=236اسْتِحْبَابُ الدَّوَامِ عَلَى الطَّهَارَةِ لِكَوْنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ تَأْخِيرَ إِجَابَتِهِ ، وَكَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ إِيجَابِهَا ، إِذِ الْوَاجِبُ لَا يُؤَخَّرُ لِلْمُسْتَحَبِّ . وَقَدْ كَانَ عِتْبَانُ طَلَبَ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَأْتِيَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ فِي مَكَانٍ يَتَّخِذُهُ مُصَلًّى فَأَجَابَهُ ، كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ هِيَ هَذِهِ الْوَاقِعَةُ ، وَقَدَّمَ الِاغْتِسَالَ لِيَكُونَ مُتَأَهِّبًا لِلصَّلَاةِ مَعَهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

قَوْلُهُ : ( إِذَا أُعْجِلْتَ ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْجِيمِ ، وَفِي أَصْلِ أَبِي ذَرٍّ " إِذَا عُجِّلْتَ " بِلَا هَمْزٍ وَ " قُحِطْتَ " وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ " أُقْحِطْتَ " بِوَزْنِ أُعْجِلْتَ ، وَكَذَا لِمُسْلِمٍ . قَالَ صَاحِبُ الْأَفْعَالِ : يُقَالُ أَقَحَطَ الرَّجُلُ إِذَا جَامَعَ وَلَمْ يُنْزِلْ . وَحَكَى nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ عَنِ ابْنِ الْخَشَّابِ أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ يَقُولُونَ قَحَطَ بِفَتْحِ الْقَافِ ، قَالَ : وَالصَّوَابُ الضَّمُّ . قُلْتُ : وَرِوَايَتُهُ فِي أَمَالِي nindex.php?page=showalam&ids=14962أَبِي عَلِيٍّ الْقَالِيِّ بِالْوَجْهَيْنِ فِي الْقَافِ ، وَبِزِيَادَةِ الْهَمْزَةِ الْمَضْمُومَةِ ، يُقَالُ قَحَطَ النَّاسُ وَأُقْحِطُوا إِذَا حُبِسَ عَنْهُمُ الْمَطَرُ ، وَمِنْهُ اسْتُعِيرَ ذَلِكَ لِتَأَخُّرِ الْإِنْزَالِ . قَالَ الْكِرْمَانِيُّ : لَيْسَ قَوْلُهُ " أَوْ " لِلشَّكِّ بَلْ هُوَ لِبَيَانِ عَدَمِ الْإِنْزَالِ سَوَاءٌ كَانَ بِحَسَبِ أَمْرٍ مِنْ ذَاتِ الشَّخْصِ أَمْ لَا ، وَهَذَا بِنَاءً عَلَى أَنَّ إِحْدَاهُمَا بِالتَّعْدِيَةِ وَإِلَّا فَهِيَ لِلشَّكِّ .

قَوْلُهُ : ( تَابَعَهُ وَهْبٌ ) أَيِ : ابْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَالضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى النَّضْرِ ، وَمُتَابَعَةُ وَهْبٍ وَصَلَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْهُ .

قَوْلُهُ : ( لَمْ يَقُلْ غُنْدَرٌ وَيَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ الْوُضُوءَ ) يَعْنِي أَنَّ غُنْدَرًا وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَيَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ ، لَكِنْ لَمْ يَقُولَا فِيهِ " عَلَيْكَ الْوُضُوءُ " فَأَمَّا يَحْيَى فَهُوَ كَمَا قَالَ فَقَدْ أَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنْهُ وَلَفْظُهُ " فَلَيْسَ عَلَيْكَ غُسْلٌ " وَأَمَّا غُنْدَرٌ فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ أَيْضًا فِي مُسْنَدِهِ عَنْهُ لَكِنَّهُ ذَكَرَ الْوُضُوءَ وَلَفْظُهُ " فَلَا غُسْلَ عَلَيْكَ ، عَلَيْكَ الْوُضُوءُ " ، وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ [ ص: 342 ] مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=13779وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ ، وَكَذَا ذَكَرَهُ أَكْثَرُ أَصْحَابِ شُعْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14724كَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْهُ ، فَكَأَنَّ بَعْضَ مَشَايِخِ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ حَدَّثَهُ بِهِ عَنْ يَحْيَى وَغُنْدَرٍ مَعًا فَسَاقَهُ لَهُ عَلَى لَفْظِ يَحْيَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وَقَدْ كَانَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ اخْتِلَافٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي آخِرِ كِتَابِ الْغُسْلِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .