بِحَوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقَارِبُهُ
وَقَوْلِهِ :يُلُومُونَنِي فِي اشْتِرَاءِ النَّخِي لِ قَوْمِي فَكُلُّهُمْ يَعْذِلُ
بِهِنَّ فُلُولٌ
أَيْ ثُلَمٌ جَمْعُ ثُلْمَةٍ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ نَزَعَ مِنْكِ كُلَّ مَا عِنْدَكِ أَوْ كَسَرَكِ بِسَلَاطَةِ لِسَانِهِ وَشِدَّةِ خُصُومَتِهِ . زَادَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي رِوَايَتِهِ " أَوْ بَجَّكِ " بِمُوَحَّدَةٍ ثُمَّ جِيمٍ ، أَيْ طَعَنَكِ فِي جِرَاحَتِكِ فَشَقَّهَا ، وَالْبَجُّ شَقُّ الْقُرْحَةِ ، وَقِيلَ : هُوَ الطَّعْنَةُ . وَقَوْلُهَا " أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ " وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الزُّبَيْرِ " إِنْ حَدَّثْتِهِ سَبَّكِ ، وَإِنْ مَازَحْتِهِ فَلَّكِ ، وَإِلَّا جَمَعَ كُلًّا لَكِ " وَهِيَ تُوَضِّحُ أَنَّ " أَوْ " فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ لِلتَّقْسِيمِ لَا لِلتَّخْيِيرِ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ أَرَادَتْ أَنَّهُ ضَرُوبٌ لِلنِّسَاءِ ، فَإِذَا ضَرَبَ إِمَّا أَنْ يَكْسِرَ عَظْمًا أَوْ يَشُجَّ رَأْسًا أَوْ يَجْمَعَهُمَا . قَالَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْفَلِّ الطَّرْدَ وَالْإِبْعَادَ ، وَبِالشَّجِّ الْكَسْرَ عِنْدَ الضَّرْبِ وَإِنْ كَانَ الشَّجُّ إِنَّمَا يُسْتَعْمَلُ فِي جِرَاحَةِ الرَّأْسِ . قَالَ عِيَاضٌ : وَصَفَتْهُ بِالْحُمْقِ ، وَالتَّنَاهِي فِي سُوءِ الْعِشْرَةِ ، وَجَمْعِ النَّقَائِصِ بِأَنْ يَعْجِزَ عَنْ قَضَاءِ وَطَرِهَا مَعَ الْأَذَى ، فَإِذَا حَدَّثَتْهُ سَبَّهَا ، وَإِذَا مَازَحَتْهُ شَجَّهَا ، إِذَا أَغْضَبَتْهُ كَسَرَ عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهَا أَوْ شَقَّ جِلْدَهَا أَوْ أَغَارَ عَلَى مَالِهَا أَوْ جَمَعَ كُلَّ ذَلِكَ مِنَ الضَّرْبِ وَالْجَرْحِ وَكَسْرِ الْعُضْوِ وَمُوجِعِ الْكَلَامِ وَأَخَذِ الْمَالِ .يَا بِأَبِي أَنْتَ وَفُوكَ الْأَشْنَبُ كَأَنَّمَا ذُرَّ عَلَيْهِ الزَّرْنَبُ
قِصَارُ الْبُيُوتِ لَا تَرَى صِهْوَاتِهَا
وَقَالَ آخَرُ :إِذَا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ أَكَبُّوا عَلَى الرُّكْبَاتِ مِنْ قِصَرِ الْعِمَادِ
بَسَطَ الْبُيُوتَ لِكَيْ يَكُونَ مَظِنَّةً مِنْ حَيْثُ تُوضَعُ جَفْنَةُ الْمُسْتَرْقِدِ
حَبَسْنَا وَلَمْ نُسَرِّحْ لِكَيْ لَا يَلُومَنَا عَلَى حُكْمِهِ صَبْرًا مُعَوِّدَةُ الْحَبْسِ
أَبَتِ الرَّوَادِفُ وَالنُّهُودُ لِقُمُصِهَا مِنْ أَنْ تَمَسَّ بُطُونَهَا وَظُهُورَهَا
بحوران يعصرن السليط أقاربه
وقوله :يلومونني في اشتراء النخي ل قومي فكلهم يعذل
بهن فلول
أي ثلم جمع ثلمة ، ويحتمل أن يكون المراد نزع منك كل ما عندك أو كسرك بسلاطة لسانه وشدة خصومته . زاد ابن السكيت في روايته " أو بجك " بموحدة ثم جيم ، أي طعنك في جراحتك فشقها ، والبج شق القرحة ، وقيل : هو الطعنة . وقولها " أو جمع كلا لك " وقع في رواية الزبير " إن حدثته سبك ، وإن مازحته فلك ، وإلا جمع كلا لك " وهي توضح أن " أو " في رواية الأصيلي للتقسيم لا للتخيير . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : يحتمل أن تكون أرادت أنه ضروب للنساء ، فإذا ضرب إما أن يكسر عظما أو يشج رأسا أو يجمعهما . قال : ويحتمل أن يريد بالفل الطرد والإبعاد ، وبالشج الكسر عند الضرب وإن كان الشج إنما يستعمل في جراحة الرأس . قال عياض : وصفته بالحمق ، والتناهي في سوء العشرة ، وجمع النقائص بأن يعجز عن قضاء وطرها مع الأذى ، فإذا حدثته سبها ، وإذا مازحته شجها ، إذا أغضبته كسر عضوا من أعضائها أو شق جلدها أو أغار على مالها أو جمع كل ذلك من الضرب والجرح وكسر العضو وموجع الكلام وأخذ المال .يا بأبي أنت وفوك الأشنب كأنما ذر عليه الزرنب
قصار البيوت لا ترى صهواتها
وقال آخر :إذا دخلوا بيوتهم أكبوا على الركبات من قصر العماد
بسط البيوت لكي يكون مظنة من حيث توضع جفنة المسترقد
حبسنا ولم نسرح لكي لا يلومنا على حكمه صبرا معودة الحبس
أبت الروادف والنهود لقمصها من أن تمس بطونها وظهورها