الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              1640 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي حدثنا ابن أبي فديك حدثني هشام بن سعد عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة بابا يقال له الريان يدعى يوم القيامة يقال أين الصائمون فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لم يظمأ أبدا

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( أين الصائمون ) أي المكثرون الصيام كالعادل والظالم يقال لمن يعتاد ذلك لا لمن يفعل ذلك مرة والظاهر أن الإكثار لا يحصل بصوم رمضان وحده بل بأن يزيد عليه ما جاء فيه أنه صيام الدهر والله تعالى أعلم بحقيقة الأمر قوله ( دخله ) أي دخل ذلك الباب ليدخل منه إلى الجنة قوله ( لم يظمأ أبدا ) ظاهره أن هذا الوصف مخصوص بمن يدخل الجنة من ذلك الباب وقوله تعالى لا تظمأ فيها يدل على أنه لا ظمأ في الجنة أصلا إلا أن يقال ليس المراد هناك أنه لا ظمأ أصلا بل المراد بيان دوام المشارب على الفور هناك بحيث لا يبقى الإنسان فيها ظمآن لا أنه لو لم يستعمل لم يظمأ أصلا والداخل من هذا الباب يرتفع عنه الظمأ من أصله أو يقال معنى الحديث أن من دخل لا يظمأ من أول ما دخله والداخلون من سائر الأبواب يرتفع عنهم الظمأ من حيث استقرارهم فيها ووصولهم إلى منازلهم المعدة لهم والله أعلم




                                                                              الخدمات العلمية