الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              182 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح قالا حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء وما ثم خلق عرشه على الماء

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( أين كان ربنا ) قيل : هو بتقدير أين كان عرش ربنا قال ويدل عليه قوله قبل ثم خلق عرشه على الماء وعلى هذا يحتمل قوله قبل أن يخلق خلقه على غير العرش وما يتعلق به وحينئذ لا إشكال في الحديث أصلا والعماء بالفتح والمد السحاب كذا في النهاية ومن لا يقدر مضافا يقول ليس المراد من العماء شيئا موجودا غير الله لأنه حينئذ يقول من قبيل الخلق والكلام مفروض قبل أن يخلق الخلق بل المراد ليس معه شيء ويدل عليه رواية كان في عمى بالقصر فإن العمى بالقصر مفسر به قال الترمذي قال : يريد العماء أي ليس معه شيء وعلى هذا كله وفي قوله كان في عماء بمعنى أنه كان مع عدم شيء آخر ويكون حاصل الجواب الإرشاد إلى عدم المكان وإلى أنه لا أين ثمة فضلا عن أن يكون هو في مكان وقال كثير من العلماء هذا من حديث الصفات فنؤمن به ونكل علمه إلى عالمه وما فيما تحته هواء نافية لا موصولة وكذا قوله وما فوقه وأما قوله وما ثم خلق إلخ هكذا في نسخ ابن ماجه المعتمدة والظاهر أن قوله وما تأكيد للنفي السابق ويحتمل أن يكون ثم بفتح المثلثة اسم إشارة إلى المكان وخلق بمعنى مخلوق وقوله عرشه على الماء جملة أخرى وبعضهم جعل وماء بالمد عطفا على هواء والأقرب أنه تصحيف .




                                                                              الخدمات العلمية