الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              2778 حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري حدثنا قيس بن محمد الكندي حدثنا عفير بن معدان الشامي عن سليم بن عامر قال سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شهيد البحر مثل شهيدي البر والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر وما بين الموجتين كقاطع الدنيا في طاعة الله وإن الله عز وجل وكل ملك الموت بقبض الأرواح إلا شهيد البحر فإنه يتولى قبض أرواحهم ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ولشهيد البحر الذنوب والدين

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( والمائدة في البحر ) هو الذي يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج قوله : ( وما بين الموجتين ) أي : قاطع ما بين المرجين من المسافة (إلا الدين ) أي : إلا ترك وفاء الدين إذ نفس الدين ليس من الذنوب ، والظاهر أن ترك الوفاء ذنب إذا كان مع القدرة على الوفاء فلعله المراد ا هـ . وذكر السيوطي عن بعض العلماء في حاشية الترمذي فيه تنبيه على أن حقوق الآدميين لا تكفر لكونها مبنية على المشاحة والتضييق . ويمكن أن يقال : إن هذا محمول على الدين الذي هو خطيئة وهو الذي استدانه صاحبه على وجه لا يجوز بأن أخذه بحيلة ، أو غصبه فثبت في ذمته البدل ، أو دان غير عازم على الوفاء ؛ لأنه استثنى ذلك من الخطايا ، وإلا فالاستثناء أن يكون من الجنس فيكون الدين المأذون فيه مسكوتا عنه في هذا الاستثناء فلا يلزم المؤاخذة به لجواز أن يعوض الله صاحبه من فضله - والله أعلم -




                                                                              الخدمات العلمية