الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              3205 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن عبد الله عن أبي شهاب حدثني يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم وما من قوم اتخذوا كلبا إلا كلب ماشية أو كلب صيد أو كلب حرث إلا نقص من أجورهم كل يوم قيراطان

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( لولا أن الكلاب أمة من الأمم ) أي : أمة خلقت لمنافع أو أمة تسبح ، وهو إشارة إلى قوله تعالى : وما من دابة في الأرض إلى قوله : إلا أمم أمثالكم في الدلالة على الصانع والتسبيح له قال الخطابي : إنه كره إفناء أمة من الأمم بحيث لا يبقى منها باقية ؛ لأنه ما خلق الله عز وجل خلقا إلا وفيه نوع من حكمة الله إذا كان الأمر على هذا فلا سبيل إلى قتل كلهن فاقتلوا شرارها (وهي الأسود البهيم ) أي : الأسود الخالص ، أي : وأبقوا ما سواها لتنتفعوا بها في الحراسة ويقال إن السود من الكلاب شرارها (قيراطان ) لعل الأمر أولا كان ذلك ، ثم نزل عنه إلى قيراط لما علم أن الأمر في الكلاب أولا كان على التشديد حتى أمر بقتل الكل ، ثم نزل إلى التخفيف ، وهذا أشبه بالتوفيق والله أعلم بما هو التحقيق .




                                                                              الخدمات العلمية