الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              3284 حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا رفع طعامه أو ما بين يديه قال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( كثيرا ) صفة مفعول مطلق وأريد بالكثرة عدم النهاية لحمده تعالى لا نهاية لنعمه تعالى (مباركا ) ثابتا دائما لا ينقطع فإن البركة بمعنى الثبات ( غير مكفي ) ذكروا فيه وجوها ، لكن الأنسب بالسياق منصوب صفة " حمدا " كالأخوات السابقة (ومكفي ) بفتح ميم وتشديد ياء يحتمل أن يكون من الكفاية ، أو من كفأت مهموزا بمعنى قلبت ، والمعنى على الأول أن هذا الحمد غير ما أتى به كما هو حقه لقصور القدرة البشرية عن ذلك ومع هذا فغير مودع أي متروك ، بل الاشتغال به دائما من غير انقطاع كما أن نعمه تعالى لا تنقطع غفا عين (ولا مستغنى عنك ) بل هو مما يحتاج إليه الإنسان في كل حال ليثبت ويدوم به العتيق من النعم ويستجلب به المزيد وعلى الثاني أنه غير مردود على وجه قائله ، بل مقبول في حضرة القدس وعلى الوجهين مودع بفتح الدال ومستغنى عنه بفتح النون عطف على مكفي بزيادة لا للتأكيد (ربنا ) بالنصب بتقدير حرف النداء وبالجر بدل من الله والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية