الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          60 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن هو ابن مهدي قالا حدثنا سفيان بن سعيد عن عمرو بن عامر الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة قلت فأنتم ما كنتم تصنعون قال كنا نصلي الصلوات كلها بوضوء واحد ما لم نحدث قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وحديث حميد عن أنس حديث جيد غريب حسن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( نا يحيى بن سعيد ) هو القطان ( نا سفيان بن سعيد ) هو الثوري ( عن عمرو بن عامر الأنصاري ) الكوفي ثقة .

                                                                                                          قوله : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة ) قال الحافظ أي مفروضة ، وظاهره أن تلك كانت عادته ، قال الطحاوي : يحتمل أن ذلك كان واجبا عليه خاصة ثم نسخ يوم الفتح بحديث بريدة يعني الذي أخرجه مسلم أنه صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ، قال ويحتمل أنه كان يفعله استحبابا ثم خشي أن يظن وجوبه فتركه لبيان الجواز ، قال الحافظ : وهذا أقرب ، وعلى التقدير الأول فالنسخ كان قبل الفتح بدليل حديث سويد بن النعمان فإنه كان في خيبر وهي قبل الفتح بزمان . انتهى ، قلت : وحديث سويد بن النعمان الذي أشار إليه الحافظ أخرجه البخاري وغيره قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كنا بالصهباء صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر فلما صلى دعا بالأطعمة فلم يؤت إلا بالسويق فأكلنا وشربنا ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم إلى المغرب فمضمض ثم صلى لنا المغرب ولم يتوضأ " .

                                                                                                          ( قلت فأنتم ما كنتم تصنعون ) وفي رواية البخاري قلت : كيف كنتم تصنعون ، والقائل عمرو بن عامر والمراد الصحابة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري وغيره .



                                                                                                          الخدمات العلمية