الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          94 ويروى عن شهر بن حوشب قال رأيت جرير بن عبد الله توضأ ومسح على خفيه فقلت له في ذلك فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه فقلت له أقبل المائدة أم بعد المائدة فقال ما أسلمت إلا بعد المائدة حدثنا بذلك قتيبة حدثنا خالد بن زياد الترمذي عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن جرير قال وروى بقية عن إبراهيم بن أدهم عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن جرير وهذا حديث مفسر لأن بعض من أنكر المسح على الخفين تأول أن مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين كان قبل نزول المائدة وذكر جرير في حديثه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين بعد نزول المائدة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ويروى عن شهر بن حوشب ) الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن صدوق كثير الإرسال والأوهام قاله الحافظ ، وقال في الخلاصة : وثقه ابن معين وأحمد ، وقال يعقوب بن سفيان : شهر وإن قال ابن عون : تركوه ، فهو ثقة ، وقال ابن معين : ثبت ، وقال النسائي ليس بالقوي وقال أبو زرعة لا بأس به . انتهى ، وقد تقدم ترجمته بأبسط من هذا .

                                                                                                          ( فقلت له ) أي لجرير ( في ذلك ) أي في مسحه على الخفين وأنكرت عليه ( أقبل المائدة أم بعد المائدة ) أي رأيت مسحه صلى الله عليه وسلم على خفيه قبل نزول سورة المائدة أم بعده ( فقال ما أسلمت إلا بعد المائدة ) يعني إنما رأيت مسحه صلى الله عليه وسلم على خفيه بعد نزول المائدة لأن إسلامي لم يكن إلا بعد نزولها ، رواه أبو داود من وجه آخر بلفظ : إن جريرا بال ثم توضأ فمسح على الخفين وقال : ما يمنعني أن أمسح وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح ، قالوا إنما كان ذلك قبل نزول المائدة ، قال ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة .

                                                                                                          ( نا خالد بن زياد الترمذي ) قاضيها الأزدي أبو عبد الرحمن صدوق ( عن مقاتل بن حيان ) بتشديد التحتانية النبطي أبي بسطام البلخي الخزاز بزائين منقوطتين ، صدوق فاضل أخطأ الأزدي في [ ص: 266 ] زعمه أن وكيعا كذبه كذا في التقريب ، روى عن مجاهد وعروة وسالم ، وعنه إبراهيم وابن المبارك . وثقه ابن معين كذا في الخلاصة ( وقال ) أي أبو عيسى الترمذي ( وروى بقية ) هو بقية بن الوليد ، قال النسائي : إذا قال : حدثنا وأخبرنا فهو ثقة ، وقال الجوزجاني : إذا حدث عن الثقات فلا بأس ، وقال أبو مسهر الغساني : بقية ليست أحاديثه نقية فكن منها على تقية . كذا في الخلاصة ، وقال في التقريب صدوق كثير التدليس .

                                                                                                          ( عن إبراهيم بن أدهم ) ابن منصور العجلي أو التميمي البلخي ثم الشامي أحد الزهاد الأعلام روى عن منصور وأبي جعفر محمد بن علي وغيرهما ، وعنه الثوري والأوزاعي وشقيق البلخي وغيرهم . قال النسائي ثقة مأمون أحد الزهاد مات سنة 162 اثنتين وستين ومائة .




                                                                                                          الخدمات العلمية