الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          973 حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب قال دخلت أنا وثابت البناني على أنس بن مالك فقال ثابت يا أبا حمزة اشتكيت فقال أنس أفلا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى قال اللهم رب الناس مذهب الباس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما قال وفي الباب عن أنس وعائشة قال أبو عيسى حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقلت له رواية عبد العزيز عن أبي نضرة عن أبي سعيد أصح أو حديث عبد العزيز عن أنس قال كلاهما صحيح وروى عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن عبد العزيز بن صهيب عن أبي نضرة عن أبي سعيد وعن عبد العزيز بن صهيب عن أنس [ ص: 41 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 41 ] قوله : ( وثابت البناني ) بضم الموحدة ( يا أبا حمزة ) هذا كنية أنس .

                                                                                                          قوله : ( رب الناس ) بالنصب بحذف حرف النداء ( مذهب الباس ) أي : مزيل شدة المرض ، قال الحافظ ابن حجر : الباس بغير همزة للازدواج ، فإن أصله الهمزة ( شفاء ) بالنصب على أنه مفعول مطلق لاشف ، والجملتان معترضتان بين الفعل والمفعول المطلق ( لا يغادر ) بالغين المعجمة أي : لا يترك ( سقما ) بفتحتين وبضم وسكون أي : مرضا ، والتنكير للتقليل ، وفائدة التقييد أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر يتولد منه مثلا ، فكان يدعو بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أنس ) أخرجه أحمد وابن السني ( وعائشة ) أخرجه الشيخان والنسائي . قوله : ( حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه . قوله : ( قال ) أي : أبو عيسى ( سألت أبا زرعة ) هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ الرازي إمام حافظ ، ثقة مشهور ، روى عنه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، قال إسحاق : كل حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل ، مات سنة أربع وستين ومائتين ( وروى عبد الصمد بن عبد الوارث إلخ ) هذا مقول أبي زرعة ، واستدل بقوله هذا على كون كلا الحديثين صحيحا .




                                                                                                          الخدمات العلمية