الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          156 حدثنا الحسن بن علي الحلواني أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر حين زالت الشمس قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وهو أحسن حديث في هذا الباب وفي الباب عن جابر [ ص: 413 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 413 ] قوله : ( حدثنا الحسن بن علي الحلواني ) بضم المهملة وسكون اللام وبالنون منسوب إلى حلوان موضع قريب بالشام ، قال الحافظ في التقريب : الحسن بن علي بن محمد الهذلي أبو علي الخلال الحلواني بضم المهملة ، نزيل مكة ، ثقة حافظ له تصانيف ، من الحادية عشرة ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( صلى الظهر حين زالت الشمس ) قال صاحب فتح القدير وغيره من العلماء الحنفية : هو محمول عندنا على زمان الشتاء أما في أيام الصيف فالمستحب الإبراد . والدليل عليه ما في البخاري قال لأنس : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر؟ قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة " . والمراد الظهر ؛ لأنه جواب السؤال عنها .

                                                                                                          قلت : قد تقدم حديث جابر بلفظ " كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالهاجرة " ، وهو متفق عليه ، وقال الجزري في النهاية : الهجير والهاجرة اشتداد الحر نصف النهار ، انتهى . وقد روى البخاري ومسلم عن أنس قال : إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر ، وفي رواية للبخاري " كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود " ففي حديث أنس هذا دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان يبكر بصلاة الظهر في شدة الحر أيضا ، فلا حاجة إلى حمل قوله صلى الظهر حين زالت الشمس على زمان الشتاء .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه البخاري بلفظ " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر " الحديث .




                                                                                                          الخدمات العلمية