الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1804 حدثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا أبو اليمان المعلى بن راشد قال حدثتني جدتي أم عاصم وكانت أم ولد لسنان بن سلمة قالت دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل في قصعة فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد وقد روى يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن المعلى بن راشد هذا الحديث [ ص: 426 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 426 ] قوله : ( حدثنا المعلى ) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد اللام المفتوحة ( ابن راشد ) الهذلي ( أبو اليمان ) النبال البصري مقبول من الثامنة قاله في التقريب . وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته ، قال أبو حاتم شيخ يعرف بحديث حدث به عن جدته ، عن نبيشة الخير في لعق الصحفة . وقال النسائي : ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات ، له في السنن الحديث الذي أشار إليه أبو حاتم انتهى ( حدثتني جدتي أم عاصم ) مقبولة من الثالثة ( وكانت أم ولد لسنان بن سلمة ) ابن المحبق البصري الهذلي ولد يوم حنين فله رؤية وقد أرسل أحاديث ، مات في آخر إمارة الحجاج ( قالت دخل علينا نبيشة الخير ) قال في التقريب : نبيشة بمعجمة مصغرا ابن عبد الله الهذلي ويقال له نبيشة الخير صحابي قليل الحديث .

                                                                                                          قوله : ( من أكل ) أي طعاما ( في قصعة ) أي ونحوها ( ثم لحسها ) بكسر الحاء من باب سمع أي لعقها ، والمراد أنه لحس ما فيها من طعام تواضعا وتعظيما ، لما أنعم الله عليه ورزقه وصيانة له عن التلف ( استغفرت له القصعة ) ولعله أظهر في موضع المضمر لئلا يتوهم أن قوله استغفرت بصيغة المتكلم ، قال القاري : ولما كانت تلك المغفرة بسبب لحس القصعة وتوسطها جعلت القصعة كأنها تستغفر له ، مع أنه لا مانع من الحمل على الحقيقة . قال التوربشتي : استغفار القصعة عبارة عما تعودت فيه من أمارة التواضع ممن أكل منها ، وبراءته من الكبر وذلك مما يوجب له المغفرة فأضاف إلى القصعة ؛ لأنها كالسبب لذلك انتهى .

                                                                                                          قلت : الحمل على الحقيقة في هذا وأمثاله هو المتعين ، ولا حاجة إلى الحمل على المجاز .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه والدارمي كذا في المشكاة .




                                                                                                          الخدمات العلمية