الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2263 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على أناس جلوس فقال ألا أخبركم بخيركم من شركم قال فسكتوا فقال ذلك ثلاث مرات فقال رجل بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا قال خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وقف على أناس جلوس ) أي جالسين أو ذوي جلوس ( فقال : ألا أخبركم بخيركم من شركم ) أي مميزا منه حال من المتكلم ( قال ) أي أبو هريرة رضي الله عنه ( قال خيركم من يرجى خيره ) فخير الأول بمعنى الأخير والثاني مفرد الخيور أي من يرجو الناس منه إحسانه إليهم ( ويؤمن شره ) أي من يأمنون عنه من إساءته عليهم ( وشركم إلخ ) قال القاري : ترك ذكر من يأتي منه الخير والشر ونقيضه فإنهما ساقطا الاعتبار حيث تعارضا فساقطا ، انتهى ، وقال الطيبي لما توهموا معنى التمييز وتخوفوا من الفضيحة سكتوا حتى كرر ثلاثا ثم أبرز البيان في معرض العموم لئلا يفضحوا فقال ( خيركم ) ، والتقسيم العقلي يقتضي أربعة أقسام ذكر منها اثنين ترغيبا وترهيبا ، وترك قسمين لأنه ليس فيهما ترغيب وترهيب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان وابن حبان .




                                                                                                          الخدمات العلمية