الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2334 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ابن آدم وهذا أجله ووضع يده عند قفاه ثم بسطها فقال وثم أمله وثم أمله وثم أمله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن أبي سعيد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا سويد ) هو ابن نصر ( عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ) ثقة من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( هذا ابن آدم ) الظاهر أن هذا إشارة حسية إلى صورة معنوية وكذا قوله : ( وهذا أجله ) وتوضيحه أنه أشار بيده إلى قدامه في مساحة الأرض أو في مساحة الهواء بالطول أو العرض ، وقال هذا ابن آدم ثم أخرها وأوقفها قريبا مما قبله وقال هذا أجله ( ووضع يده ) أي عند تلفظه بقوله : ( هذا ابن آدم وهذا أجله ) ( عند قفاه ) أي في عقب المكان الذي أشار به إلى الأجل ( ثم بسطها ) أي نشر يده على هيئة فتح ليشير بكفه وأصابعه أو معنى بسطها وسعها في المسافة من المحل الذي أشار به إلى الأجل ( فقال : وثم ) بفتح المثلثة وتشديد الميم أي هنالك وأشار إلى بعد مكان ذلك ( أمله ) أي [ ص: 517 ] مأموله ، وهو مبتدأ خبره ظرف ، قدم عليه للاختصاص والاهتمام كذا شرح القاري هذا الحديث وقال هذا ما سنح لي في هذا المقام من توضيح المرام ، وقال الطيبي رحمه الله : قوله ووضع يده الواو للحال ، وفي قوله وهذا أجله للجمع مطلقا ، فالمشار إليه أيضا مركب فوضع اليد على قفاه معناه أن هذا الإنسان الذي يتبعه أجله هو المشار إليه ، وبسط اليد عبارة عن مدها إلى قدام ، انتهى .

                                                                                                          وقال الشيخ عبد الحق في ترجمة المشكاة ( هذا ابن آدم وهذا أجله ) أين أدمى ست وأين أجل إوست يعني نزديك است بوي ( ووضع يده عند قفاه ) ونهاد أنحصرت أزيرلي تصوير وتمثيل قرب موت رابا دمى دستخودرانزدقاي خود يعني مركدر قفاي ادمي ست وقريب بوي ( ثم بسط ) يس تربكشا دود رازكرد انحصرت دست داود ورد أشت ازقفا أزبراي نمودن درازي أمل ( فقال : وثم أمله ) وانجاست يعني بجاي دور أمل واميداو يعني أجل نزديك امد وامل دور رفته أست ، انتهى بلفظه .

                                                                                                          قلت : كل من المعنيين اللذين ذكرهما القاري والشيخ محتمل .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي سعيد ) أخرجه أحمد من رواية علي بن علي عن أبي المتوكل عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه ثم غرز إلى جنبه آخر ثم غرز الثالث فأبعده ثم قال : هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله ، قال الحافظ في الفتح : والأحاديث متوافقة على أن الأجل أقرب من الأمل .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه ورواه النسائي ، أيضا وابن ماجه بنحوه انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية