الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2345 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعلك ترزق به قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( كان أخوان ) أي اثنان من الإخوان ( على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) أي في زمنه فكان أحدهما يأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- أي لطلب العلم والمعرفة ( والآخر يحترف ) أي يكتسب أسباب المعيشة فكأنهما كانا يأكلان معا ( فشكا المحترف ) أي في عدم مساعدة أخيه إياه في حرفته وفي كسب آخر لمعيشته ( فقال : ترزق به ) بصيغة المجهول أي أرجو وأخاف أنك مرزوق ببركته ؛ لأنه مرزوق بحرفتك فلا تمنن عليه بصنعتك . قال الطيبي : ومعنى لعل في قوله : لعلك ، يجوز أن يرجع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيفيد القطع والتوبيخ ، كما ورد فهل ترزقون إلا بضعفائكم وأن يرجع إلى المخاطب ليبعثه على التفكر والتأمل فينتصف من نفسه ، انتهى .

                                                                                                          [ ص: 9 ] وحديث أنس هذا ذكره صاحب المشكاة . وقال : رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث صحيح غريب ، انتهى . وليس قول الترمذي هذا في النسخ الحاضرة عندنا . وأخرجه أيضا الحاكم .




                                                                                                          الخدمات العلمية