الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2371 حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا سيار بن حاتم عن سهل بن أسلم عن يزيد بن أبي منصور عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سيار ) بتحتانية مثقلة ابن حاتم العنزي أبو سلمة البصري صدوق له أوهام من كبار التاسعة ( عن سهل بن أسلم ) العدوي مولاهم البصري صدوق من الثامنة ( عن يزيد بن أبي منصور ) الأزدي أبي روح البصري لا بأس به من الخامسة وهم من ذكره في الصحابة .

                                                                                                          قوله : ( ورفعنا عن بطوننا ) أي كشفنا ثيابنا عنها كشفا صادرا ( عن حجر حجر ) أي لكل منا حجر واحد ورفع عنه ، فالتكرير باعتبار تعداد المخبر عنهم بذلك . قال الطيبي عن الأولى : متعلقة برفعنا على تضمين الكشف ، والثانية صفة مصدر محذوف أي كشفنا عن بطوننا كشفا صادرا عن حجر . ويجوز أن يحمل التنكير في حجر على نوع أي عن حجر مشدود على بطوننا فيكون بدلا وعادة من اشتد جوعه وخمص بطنه أن يشد على بطنه حجرا ليتقوم به صلبه ، انتهى .

                                                                                                          ( فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حجرين ) قال الحافظ في الفتح : وفائدة ربط الحجر على البطن أنها تضمر من الجوع فيخشى على انحناء الصلب بواسطة ذلك فإذا وضع فوقها الحجر وشد عليها العصابة استقام الظهر . وقال الكرماني : لعله لتسكين حرارة الجوع ببرد الحجر ; لأنها حجارة رقاق قدر البطن تشد الأمعاء فلا يتحلل شيء مما في البطن فلا يحصل ضعف زائد بسبب التحلل .

                                                                                                          [ ص: 34 ] قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه الترمذي في شمائله أيضا وقال : معنى قوله ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، كان أحدهم يشد في بطنه الحجر من الجهد والضعف الذي به من الجوع .




                                                                                                          الخدمات العلمية