الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2405 حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا محمد بن عباد أخبرنا حاتم بن إسمعيل أخبرنا حمزة بن أبي محمد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى قال لقد خلقت خلقا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر فبي حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا فبي يغترون أم علي يجترئون قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أحمد بن سعيد ) بن صخر الدارمي أبو جعفر السرخسي ثقة حافظ من الحادية عشرة ( حدثنا محمد بن عباد ) بن الزبرقان المكي نزيل بغداد صدوق يهم ، من العاشرة [ ص: 73 ] ( أخبرنا حمزة بن أبي محمد ) المدني ضعيف من السابعة كذا في التقريب ، وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته : له في الترمذي حديث واحد في خلق قوم ألسنتهم أحلى من العسل . قال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث لم يرو عنه غير حاتم ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( لقد خلقت خلقا ) أي من الآدميين ( ألسنتهم أحلى من العسل ) فبها يملقون ويداهنون ( وقلوبهم أمر من الصبر ) قال في القاموس : الصبر ككتف ولا يسكن إلا في ضرورة شعر عصارة شجر مر أي فبها يمكرون وينافقون ( لأتيحنهم ) بمثناة فوقية فمثناة تحتية فحاء مهملة فنون أي لأقدرن لهم ، من أتاح له كذا أي قدر له وأنزل به ( فتنة ) أي ابتلاء وامتحانا ( تدع الحليم ) بفتح الدال أي تتركه ( منهم حيرانا ) أي تترك العاقل منهم متحيرا ، لا يمكنه دفعها ، ولا كف شرها . ( فبي يغترون ) بتقدير همزة الاستفهام .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) ذكر المنذري في الترغيب هذا الحديث ونقل تحسين الترمذي وأقره .

                                                                                                          اعلم أن حديث ابن عمر هذا وحديث أبي هريرة الذي قبله ، لا مناسبة لهما بباب ذهاب البصر ، ولعله سقط قبلهما باب يناسب هذين الحديثين .




                                                                                                          الخدمات العلمية