الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2473 حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحق حدثنا يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول خرجت في يوم شات من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذت إهابا معطوبا فحولت وسطه فأدخلته عنقي وشددت وسطي فحزمته بخوص النخل وإني لشديد الجوع ولو كان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام لطعمت منه فخرجت ألتمس شيئا فمررت بيهودي في مال له وهو يسقي ببكرة له فاطلعت عليه من ثلمة في الحائط فقال ما لك يا أعرابي هل لك في كل دلو بتمرة قلت نعم فافتح الباب حتى أدخل ففتح فدخلت فأعطاني دلوه فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة حتى إذا امتلأت كفي أرسلت دلوه وقلت حسبي فأكلتها ثم جرعت من الماء فشربت ثم جئت المسجد فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني يزيد بن زياد ) بن أبي زياد ، وقد ينسب لجده مولى ابن مخزوم ، مدني ثقة من السادسة روى عن محمد بن كعب القرظي وغيره ، وعنه ابن إسحاق ومالك .

                                                                                                          قوله : ( خرجت في يوم شات ) أي في يوم بارد ( وقد أخذت إهابا معطونا ) قال في المجمع : هو المتن المتمزق الشعر من عطن الجلد إذا تمزق شعره وأنتن في الدباغ ( فجوبت وسطه ) قال في القاموس : الجوب الخرق كالاجتياب والقطع وجبت القميص أجوبه وأجيبه وجوبته عملت له جيبا ، انتهى . ( فحزمته ) أي شددته قال في القاموس ، حزمه يحزمه شده ( بخوص النخل ) الخوص بالضم ورق النخل الواحدة بهاء والخواص بائعه . وقال في مجمع البحار في باب الحاء مع الزاي : وفيه نهي أن يصلى بغير حزام أي من غير أن يشد ثوبه عليه وإنما أمر به لأنهم كانوا قلما يتسرولون ومن كان عليه إزار وكان جيبه واسعا ولم يتلبب أو لم يشد وسطه ربما انكشفت عورته ( في مال له ) في القاموس : المال ما ملكته من كل شيء ، والمراد هنا البستان والحائط ( وهو يسقي ببكرة ) بالفتح هي خشبة مستديرة في وسطها محز يستسقى عليها الماء ( من ثلمة ) أي فرحة والثلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم ( ثم جرعت من الماء ) في القاموس : الجرعة مثلثة من الماء حسوة منه ، أو بالضم ، والفتح الاسم من جرع الماء كسمع ومنع بلعه .

                                                                                                          [ ص: 146 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) في سنده رجل لم يسم ، وهو شيخ محمد بن كعب القرظي .




                                                                                                          الخدمات العلمية