قَوْلُهُ : ( لَا يَنْزِعُ ) بِكَسْرِ الزَّايِ أَيْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( لَمْ يُرَ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ لَمْ [ ص: 162 ] يُبْصَرْ ( مُقَدِّمًا ) بِكَسْرِ الدَّالِ الْمُشَدَّدَةِ ( رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ ) أَيْ مُجَالِسٍ لَهُ قِيلَ أَيْ مَا كَانَ يَجْلِسُ فِي مَجْلِسٍ تَكُونُ رَكِبَتَاهُ مُتَقَدِّمَتَيْنِ عَلَى رُكْبَتَيْ صَاحِبِهِ كَمَا يَفْعَلُ الْجَبَابِرَةُ فِي مَجَالِسِهِمْ .

وَقِيلَ : مَا كَانَ يَرْفَعُ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ مَنْ يُجَالِسُهُ بَلْ كَانَ يَخْفِضُهُمَا تَعْظِيمًا لِجَلِيسِهِ . وَقَالُوا : أَرَادَ بِالرُّكْبَتَيْنِ الرِّجْلَيْنِ وَتَقْدِيمُهُمَا مَدُّهُمَا وَبَسْطُهُمَا ، كَمَا يُقَالُ قَدَّمَ رِجْلًا وَأَخَّرَ أُخْرَى ، وَمَعْنَاهُ كَانَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- nindex.php?page=treesubj&link=18403_29398لَا يَمُدُّ رِجْلَهُ عِنْدَ جَلِيسِهِ تَعْظِيمًا لَهُ . قَالَ الطِّيبِيُّ فِيهِ : وَفِي قَوْلِهِ كَانَ nindex.php?page=treesubj&link=29398_18149_19378لَا يَنْزِعُ يَدَهُ قَبْلَ نَزْعِ صَاحِبِهِ تَعْلِيمٌ لِأُمَّتِهِ فِي إِكْرَامِ صَاحِبِهِ وَتَعْظِيمِهِ ، فَلَا يَبْدَأُ بِالْمُفَارَقَةِ عَنْهُ وَلَا يُهِينُهُ بِمَدِّ الرِّجْلَيْنِ إِلَيْهِ .