الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2505 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله قال أحمد من ذنب قد تاب منه قال أبو عيسى هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل وخالد بن معدان لم يدرك معاذ بن جبل وروي عن خالد بن معدان أنه أدرك سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومات معاذ بن جبل في خلافة عمر بن الخطاب وخالد بن معدان روى عن غير واحد من أصحاب معاذ عن معاذ غير حديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ) بالسكون أبو الحسن الكوفي ، نزيل واسط ، ضعيف من التاسعة .

                                                                                                          قوله : ( من عير ) من التعيير أي عاب ( أخاه ) أي في الدين ( بذنب ) أي قد تاب منه على ما فسر به الإمام أحمد ( لم يمت ) الضمير لمن ( حتى يعمله ) أي الذنب الذي عير به أخاه ، وكأن من عير أخاه أي عابه من العار ، وهو كل شيء لزم به عيب كما في القاموس يجازى بسلب التوفيق حتى يرتكب ما عير أخاه به وذاك إذا صحبه إعجابه بنفسه لسلامته مما عير به أخاه .

                                                                                                          وفيه أن ذكر الذنب لمجرد التعيير قبيح يوجب العقوبة وأنه لا يذكر عيب الغير إلا للأمور الستة التي سلفت مع حسن القصد فيها قاله الأمير في السبل . قلت : قد [ ص: 174 ] ذكر الأمير هذه الأمور الستة في شرح حديث أبي هريرة في الغيبة في باب الترهيب من مساوئ الأخلاق ( قال أحمد ) الظاهر أن أحمد هذا هو ابن منيع المذكور شيخ الترمذي وقيل المراد به الإمام أحمد بن حنبل ( قالوا ) أي العلماء في تفسير قوله بذنب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) هذا الحديث منقطع ، ومع انقطاعه قد حسنه الترمذي فلعل تحسينه لمجيئه من وجه آخر أو لشاهد له فلا يضره انقطاعه .




                                                                                                          الخدمات العلمية