الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2507 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم قال أبو عيسى قال ابن أبي عدي كان شعبة يرى أنه ابن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أراه ) بضم الهمزة ، أي أظنه ، وهو قول يحيى بن وثاب ( عن النبي -صلى الله عليه وسلم ) أي روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ( يخالط الناس ) أي يساكنهم ويقيم فيهم ( ويصبر على أذاهم ) أي على ما يصل إليه منهم من الأذى . والحديث دليل لمن قال إن الخلطة أفضل من العزلة ( كان شعبة يرى ) أي يعتقد ( أنه ابن عمر ) الضمير يرجع إلى شيخ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- والأمر كما رأى شعبة . فروى ابن ماجه بإسناد حسن عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم . كذا في بلوغ المرام : قال الحافظ بعد ذكر [ ص: 178 ] هذا الحديث : وهو عند الترمذي إلا أنه لم يسم الصحابي . قال في السبل : في الحديث أفضلية من يخالط الناس مخالطة يأمرهم فيها بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحسن معاملتهم ، فإنه أفضل من الذي يعتزلهم ولا يصبر على المخالطة والأحوال تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان ولكل حال مقال . ومن رجح العزلة فله على فضلها أدلة وقد استوفاها الغزالي في الإحياء وغيره .




                                                                                                          الخدمات العلمية