الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          9997 وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا قال أبو عيسى هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد وفي رشدين مقال وقد تكلم فيه من قبل حفظه ومعنى قوله كثف كل جدار يعني غلظه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( لو أن دلوا من غساق ) قال في النهاية : الغساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صديد أهل النار وغسالتهم ، وقيل : ما يسيل من دموعهم ، وقيل : هو الزمهرير انتهى . وقال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : الغساق هو المذكور في القرآن في قوله تعالى : [ ص: 259 ] هذا فليذوقوه حميم وغساق وقوله : لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا وقد اختلف في معناه فقيل هو ما يسيل من بين جلد الكافر ولحمه . قاله ابن عباس ، وقيل : هو صديد أهل النار قاله إبراهيم وقتادة وعطية وعكرمة . وقال كعب : هو عين في جهنم تسيل إليهما حمة كل ذات حمة من حية أو عقرب أو غير ذلك ، فيستنقع فيؤتى بالآدمي فيغمس فيها غمسة واحدة فيخرج وقد سقط جلده ، ولحمه عن العظام ويتعلق جلده ولحمه في عقبيه وكعبيه فيجر لحمه كما يجر الرجل ثوبه ، وقاله عبد الله بن عمرو : الغساق القيح الغليظ لو أن قطرة منه تهراق في المغرب لأنتنت أهل المشرق ، ولو تهراق في المشرق لأنتنت أهل المغرب ، وقيل غير ذلك انتهى ( يهراق ) بفتح الهاء ويسكن أي يصب ( في الدنيا ) أي في أرضها ( لأنتن أهل الدنيا ) أي صاروا ذوي نتن منه ، فأهل مرفوع على الفاعلية .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الحاكم وغيره من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث به ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية