الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2599 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله أخبرنا رشدين حدثني ابن أنعم عن أبي عثمان أنه حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب عز وجل أخرجوهما فلما أخرجا قال لهما لأي شيء اشتد صياحكما قالا فعلنا ذلك لترحمنا قال إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها عليه بردا وسلاما ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه فيقول له الرب عز وجل ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك فيقول يا رب إني لأرجو أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني فيقول له الرب لك رجاؤك فيدخلان جميعا الجنة برحمة الله قال أبو عيسى إسناد هذا الحديث ضعيف لأنه عن رشدين بن سعد ورشدين بن سعد هو ضعيف عند أهل الحديث عن ابن أنعم وهو الأفريقي والأفريقي ضعيف عند أهل الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني ابن أنعم ) اسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ( عن أبي عثمان ) قال في تهذيب التهذيب : أبو عثمان عن أبي هريرة ( أن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما ) الحديث . وعند عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال ابن عساكر : إن لم يكن مسلم بن يسار فلا أدري من هو ، ويجوز أن يكون هو أبو عثمان الأصبح عبيد بن عمرو ويحتمل أن يكون غيرهما . وقال في التقريب : أبو عثمان شيخ لعبد الرحمن بن زياد هو مسلم بن يسار وإلا فمجهول ، من الثالثة ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( ممن دخلا ) كذا وقع في بعض النسخ بصيغة التثنية ووقع في بعضها دخل بصيغة الإفراد وهو الصواب ( اشتد صياحهما ) في القاموس : الصيح والصيحة والصياح بالكسر والضم والصيحان محركة الصوت بأقصى الطاقة ( فقال الرب تبارك وتعالى ) أي للزبانية ( قالا فعلنا ذلك ) أي اشتداد الصياح ( رحمتي لكما أن تنطلقا ) أي تذهبا ( فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار ) قال الطيبي : قوله " أن تنطلقا فتلقيا " خبر أن ، فإن قلت كيف يجوز حمل الانطلاق إلى النار وإلقاء النفس فيها على الرحمة ، قلت هذا من حمل السبب على المسبب ؛ وتحقيقه أنهما لما فرطا في جنب الله وقصرا في العاجلة في امتثال أمره أمرا هنالك بالامتثال في إلقاء أنفسهما في النار إيذانا بأن الرحمة إنما هي مترتبة على امتثال أمر الله -عز وجل- ( فيلقي أحدهما نفسه ) أي في النار ( فيجعلها ) الله ( عليه بردا وسلاما ) أي كما جعلها بردا وسلاما على إبراهيم ( ويقوم الآخر ) أي يقف ( ما منعك أن تلقي نفسك ) أي من إلقائها في النار ( كما ألقى صاحبك ) أي كإلقائه فيها [ ص: 275 ] ( لك رجاؤك ) أي مقتضاه ونتيجته ، كما أن لصاحبك خوفه وعمله بموجبه ( فيدخلان ) بصيغة المجهول من الإدخال أي فيدخلهما الله ويجوز أن يكون بصيغة المعلوم من الدخول .




                                                                                                          الخدمات العلمية