الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2788 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو بكر الحنفي عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إن خير طيب الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه ونهى عن ميثرة الأرجوان هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا سعيد ) هو ابن أبي عروبة ( عن الحسن ) البصري .

                                                                                                          قوله : ( ونهى عن الميثرة الأرجوان ) تقدم تفسير الميثرة في باب ركوب المياثر من أبواب [ ص: 60 ] اللباس ، وأما الأرجوان فقال الحافظ في الفتح : بضم الهمزة والجيم بينهما راء ساكنة ثم واو خفيفة . وحكى عياض ثم القرطبي فتح الهمزة وأنكره النووي ، وصوب أن الضم هو المعروف في كتب الحديث واللغة والغريب . واختلفوا في المراد به فقيل هو صبغ أحمر شديد الحمرة وهو شجر من أحسن الألوان ، وقيل الصوف الأحمر ، وقيل كل شيء أحمر فهو أرجوان ، ويقال ثوب أرجوان وقطيفة أرجوان . وحكى السيرافي أحمر أرجوان ، فكأنه وصف للمبالغة في الحمرة ، كما يقال أبيض يقق ، وأصفر فاقع . واختلفوا هل الكلمة عربية أو معربة ؟ فإن قلنا باختصاص النهي بالأحمر من المياثر فالمعنى في النهي عنها ما في غيرها ، وإن قلنا لا يختص بالأحمر فالمعنى بالنهي عنها ما فيه من الترفه وقد يعتادها الشخص فتعوزه فيشق عليه تركها فيكون النهي نهي إرشاد لمصلحة دنيوية . وإن قلنا النهي عنها من أجل التشبه بالأعاجم ، فهو لمصلحة دينية ، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار ، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى فتزول الكراهة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود وفيه : لا أركب الأرجوان ، وفيه ألا وطيب الرجال ريح لا لون له ، ألا وطيب النساء لون لا ريح له قال المنذري : والحسن لم يسمع من عمران بن حصين .




                                                                                                          الخدمات العلمية