الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2849 حدثنا علي بن حجر أخبرنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد

                                                                                                          ألا كل شيء ما خلا الله باطل

                                                                                                          قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه الثوري وغيره عن عبد الملك بن عمير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أشعر كلمة تكلمت بها العرب ) أي أحسنها وأجودها ، وفي رواية أصدق كلمة قالها الشاعر ، والمراد بالشاعر في هذه الرواية جنس الشاعر ، وفي رواية أصدق بيت قالته الشعراء .

                                                                                                          [ ص: 115 ] وهذه الروايات كلها في الصحيح ، والمراد بالكلمة ههنا القطعة من الكلام قوله ( لبيد ) هو ابن ربيعة الشاعر العامري ، قدم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة وفد قومه بنو جعفر بن كلاب ، وكان شريفا في الجاهلية والإسلام ، نزل الكوفة ومات بها سنة إحدى وأربعين ، وله من العمر مائة وأربعون سنة ، وقيل مائة وسبع وخمسون سنة . ذكره صاحب المشكاة . ومن جملة فضائله أنه لما أسلم لم يقل شعرا وقال يكفيني القرآن ( ألا ) للتنبيه ( كل شيء ما خلا الله باطل ) أي فان مضمحل . قال الطيبي : وإنما كان أصدق لأنه موافق لأصدق الكلام وهو قوله تعالى : كل من عليها فان وتمام كلام لبيد :


                                                                                                          وكل نعيم لا محالة زائل نعيمك في الدنيا غرور وحسرة وعيشك في الدنيا محال وباطل

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية