الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3023 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة فأنزل الله تعالى أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن رجل من ولد أم سلمة ) اسم هذا الرجل سلمة . قال في تهذيب التهذيب : سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، روى عن جدة أبيه أم سلمة عن جده عمر بن أبي سلمة وله صحبة ، روى عنه عطاء بن أبي رباح فنسبه إلى جد أبيه ، فقال عن سلمة بن أبي سلمة . وعنه عمرو بن دينار فنسبه إلى جده ، فقال عن سلمة بن عمر بن أبي سلمة . وقد روى له الترمذي في التفسير حديثا ولم يسمه أخرجه عن ابن أبي عمر عن سفيان عن عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة أنها قالت لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ، الحديث . وسماه الحاكم في المستدرك في هذا الحديث من طريق يعقوب ابن حميد بن كاسب عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن سلمة بن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة ، وتابعه قتيبة عن سفيان بن عيينة . وقال في التقريب في ترجمته : مقبول من الثالثة .

                                                                                                          [ ص: 300 ] قوله : أني لا أضيع عمل عامل منكم يعني لا أحبط عملكم أيها المؤمنون بل أثيبكم عليه من ذكر أو أنثى يعني لا أضيع عمل عامل منكم ذكرا كان أو أنثى بعضكم من بعض يعني في الدين والنصرة والموالاة ، وقيل كلكم من آدم وحواء ، وقيل " من " بمعنى الكاف أي بعضكم كبعض في الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية فهو كما يقال فلان مني يعني على خلقي وسيرتي ، وقيل إن الرجال والنساء في الطاعة على شكل واحد كذا في تفسير الخازن . والحديث أخرجه أيضا سعيد بن منصور وابن جرير والحاكم في مستدركه ثم قال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه . وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة قالت : آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض إلى آخرها رواه ابن مردويه .




                                                                                                          الخدمات العلمية