الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3030 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم عليهم قالوا ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وفي الباب عن أسامة بن زيد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبد العزيز بن أبي رزمة ) بكسر الراء وسكون الزاي .

                                                                                                          قوله : ( فسلم عليهم ) وفي رواية البراء فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وفي بعض الروايات قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم ( ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم ) قال الجزري في النهاية في باب عوذ ومنه الحديث إنما قالها تعوذا أي إنما أقر بالشهادة لاجئا إليها ومعتصما بها ليدفع عنه القتل وليس بمخلص في إسلامه يا أيها‏ الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله يعني سافرتم إلى الجهاد فتبينوا من البيان ، يقال تبينت الأمر إذا تأملته قبل الإقدام عليه . وقرئ " فتثبتوا " من التثبت وهو خلاف العجلة . والمعنى فقفوا وتثبتوا حتى تعرفوا المؤمن من الكافر وتعرفوا حقيقة الأمر الذي تقدمون عليه ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام يعني التحية ، يعني لا تقولوا [ ص: 307 ] لمن حياكم بهذه التحية إنه إنما قالها تعوذا فتقدموا عليه بالسيف لتأخذوا ماله ، ولكن كفوا عنه واقبلوا منه ما أظهره لكم لست مؤمنا يعني لست من أهل الإيمان ، فتقتلوه بذلك .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه البخاري في التفسير ومسلم في آخر الكتاب وأبو داود في الحروف والنسائي في السير وفي التفسير .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أسامة بن يزيد ) أخرجه أحمد .




                                                                                                          الخدمات العلمية