الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3100 حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب حدثنا معاوية بن هشام حدثنا يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت هذه الآية في أهل قباء فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قال كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية فيهم قال هذا حديث غريب من هذا الوجه قال وفي الباب عن أبي أيوب وأنس بن مالك ومحمد بن عبد الله بن سلام

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا يونس بن الحارث ) الثقفي الطائفي ، نزيل الكوفة ، ضعيف من السادسة ( عن إبراهيم بن أبي ميمون ) الحجازي ذكره ابن حبان في الثقات . وقال ابن القطان الفاسي مجهول الحال .

                                                                                                          قوله : ( نزلت هذه الآية ) والمشار إليها فيما بعد ، وهو قوله تعالى : وفيه رجال الآية ( في أهل قباء ) أي في ساكنيه ، وقباء بضم القاف وخفة الموحدة والممدودة مصروفة ، وفيه لغة بالقصر وعدم الصرف ، موضع بميلين أو ثلاثة من المدينة . قال ابن الأثير : هو بمد وصرف على الصحيح ( يحبون أن يتطهروا ) أي يحبون الطهارة بالماء في غسل الأدبار ( قال ) أي أبو هريرة ( كانوا ) أي أهل قباء .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو داود وابن ماجه . قال الحافظ في التلخيص : سنده ضعيف .

                                                                                                          [ ص: 400 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي أيوب وأنس بن مالك ومحمد بن عبد الله بن سلام ) أما حديث أبي أيوب وأنس بن مالك : فأخرجه ابن ماجه والحاكم من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع ، قال أخبرني أبو أيوب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وإسناده ضعيف قاله الحافظ .

                                                                                                          وأما حديث محمد بن عبد الله بن سلام ، فأخرجه أحمد عنه قال : لقد قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعني قباء فقال : " إن الله عز وجل قد أثنى عليكم في الطهور خيرا أفلا تخبروني- يعني قوله : فيه رجال يحبون أن يتطهروا - فقالوا يا رسول الله : إنا نجده مكتوبا علينا في التوراة الاستنجاء بالماء . وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة وابن قانع ، وفي سنده شهر بن حوشب . وحكى أبو نعيم في معرفة الصحابة : الخلاف فيه على شهر بن حوشب .

                                                                                                          تنبيه : روى البزار في مسنده قال : حدثنا عبد الله بن شبيب حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز : وجدت في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في أهل قباء : رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين فسألهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا : إنا نتبع الحجارة الماء .

                                                                                                          قال البزار : لا نعلم أحدا رواه عن الزهري إلا محمد بن عبد العزيز ، ولا عنه إلا ابنه . انتهى . ومحمد بن عبد العزيز ضعفه أبو حاتم فقال : ليس له ولا لأخويه ، عمران وعبد الله حديث مستقيم . وعبد الله بن شبيب ضعيف أيضا .

                                                                                                          وقد روى الحاكم من حديث مجاهد عن ابن عباس أصل هذا الحديث وليس فيه إلا ذكر الاستنجاء بالماء فحسب . ولهذا قال النووي في شرح المهذب : المعروف في طرق الحديث أنهم كانوا يستنجون بالماء وليس فيها أنهم كانوا يجمعون بين الماء والأحجار ، وتبعه ابن الرفعة فقال : لا يوجد هذا في كتب الحديث ، وكذا قال المحب الطبري نحوه ، ورواية البزار واردة عليهم وإن كانت ضعيفة ، كذا في التلخيص .




                                                                                                          الخدمات العلمية