الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3106 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن المنكدر عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال سألت أبا الدرداء عن هذه الآية لهم البشرى في الحياة الدنيا قال ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال ما سألني عنها أحد غيرك منذ أنزلت فهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح السمان عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر عن أبي الدرداء فذكر نحوه حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وليس فيه عن عطاء بن يسار وفي الباب عن عبادة بن الصامت

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : لهم أي لأولياء الله المذكورين في الآية التي قبلها البشرى في الحياة الدنيا تمام الآية وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم واختلفوا في هذه البشرى : فقيل هي الرؤيا الصالحة ، ويدل على ذلك حديث أبي الدرداء هذا ، وحديث عبادة بن الصامت الذي أشار إليه الترمذي ، وقيل المراد البشرى في الحياة الدنيا هي الثناء الحسن ، وفي الآخرة الجنة . ويدل على ذلك ما روي عن أبي ذر قال : قيل لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه ؟ قال تلك عاجل بشرى المؤمن ، أخرجه مسلم .

                                                                                                          وقال الزهري وقتادة في تفسير البشرى : هي نزول الملائكة بالبشارة من الله عند الموت ، ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى : تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .

                                                                                                          وقال عطاء عن ابن عباس : البشرى في الدنيا عند الموت تأتيهم الملائكة بالبشارة وفي [ ص: 416 ] الآخرة بعد خروج نفس المؤمن يعرج بها إلى الله تعالى ويبشر برضوان الله تعالى .

                                                                                                          وقال الحسن : هي ما بشر الله بها المؤمنين في كتابه من جنته وكريم ثوابه ، ويدل عليه قوله تعالى : لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ( هي الرؤيا الصالحة ) أي الحسنة أو الصادقة وهي ما فيه بشارة أو تنبيه عن غفلة وأمثال ذلك ( يراها المسلم ) أي لنفسه ( أو ترى ) بصيغة المجهول : أي يراها مسلم آخر ( له ) أي لأجله ، وقد تقدم هذا الحديث في أوائل أبواب الرؤيا ، وتقدم تخريجه هناك .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عبادة بن الصامت ) أخرجه الترمذي في أوائل أبواب الرؤيا .




                                                                                                          الخدمات العلمية