الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3136 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى يوم ندعو كل أناس بإمامهم قال يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في جسمه ستون ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول أبشروا لكل رجل منكم مثل هذا قال وأما الكافر فيسود وجهه ويمد له في جسمه ستون ذراعا على صورة آدم فيلبس تاجا فيراه أصحابه فيقولون نعوذ بالله من شر هذا اللهم لا تأتنا بهذا قال فيأتيهم فيقولون اللهم أخزه فيقول أبعدكم الله فإن لكل رجل منكم مثل هذا قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب والسدي اسمه إسمعيل بن عبد الرحمن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ) هو الإمام الدارمي ( أخبرنا عبيد الله بن موسى ) العبسي الكوفي ( عن إسرائيل ) بن يونس .

                                                                                                          قوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : يخبر تبارك وتعالى عن يوم القيامة أنه يحاسب كل أمة بإمامهم واختلفوا في ذلك فقال مجاهد وقتادة أي نبيهم وهذا كقوله تعالى ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط الآية . وقال بعض السلف هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث لأن إمامهم النبي وقال ابن زيد بكتابهم الذي أنزل على نبيهم من التشريع واختاره ابن جرير ، وروي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال بكتبهم فيحتمل أن يكون أراد هذا وأن يكون أراد ما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله يوم ندعوا كل أناس بإمامهم أي بكتاب أعمالهم . وكذا قال أبو العالية والحسن والضحاك ، وهذا القول هو الأرجح لقوله تعالى وكل شيء أحصيناه في إمام مبين وقال تعالى : ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه الآية وهذا لا ينافي أن يجاء بالنبي إذا حكم الله بين أمته فإنه لا بد أن يكون شاهدا على أمته بأعمالها ولكن المراد ها هنا بالإمام هو كتاب الأعمال ، ولهذا قال تعالى : [ ص: 454 ] يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم إلخ . انتهى .

                                                                                                          قلت : ويؤيد القول الأرجح حديث أبي هريرة هذا ، فإنه نص صريح في أن المراد بقوله بإمامهم كتاب أعمالهم " فيعطى كتابه " أي كتاب أعماله " ويمد له في جسمه " أي يوسع له فيه ( اللهم أخزه ) بفتح الهمزة من الإخزاء ، بمعنى الإذلال والإهانة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه البزار بسند الترمذي إلا أن شيخه غير شيخه وقال لا يروى إلا من هذا الوجه . انتهى . وفي مسنده عبد الرحمن بن أبي كريمة والد السدي وهو مجهول الحال ( والسدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن ) بن أبي كريمة ، وهو السدي الكبير .




                                                                                                          الخدمات العلمية