الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3142 حدثنا عبد بن حميد حدثنا الحسن بن موسى وسليمان بن حرب قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفا مشاة وصنفا ركبانا وصنفا على وجوههم قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد روى وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من هذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن علي بن زيد ) هو ابن جدعان ( عن أوس بن خالد ) قال في التقريب : أوس بن أبي أوس ، واسم أبي أوس خالد الحجازي ، يكنى أبا خالد مجهول ، وقيل إنه أبو الجوزاء ، فإن صح فلعل له كنيتين .

                                                                                                          قوله : " صنفا مشاة " بضم الميم جمع ماش ، وهم المؤمنون الذين خلطوا صالح أعمالهم بسيئها ( وصنفا ركبانا ) أي على النوق ، وهو بضم الراء وهم السابقون الكاملون الإيمان ، وإنما بدأ بالمشاة جبرا لخاطرهم كما قيل في قوله تعالى فمنهم ظالم لنفسه وفي قوله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثا أو لأنهم المحتاجون إلى المغفرة أولا ، أو لإرادة الترقي وهو ظاهر .

                                                                                                          وقال التوربشتي رحمه الله : فإن قيل لم بدأ بالمشاة بالذكر قبل أولي السابقة ؟

                                                                                                          [ ص: 460 ] قلنا : لأنهم هم الأكثرون من أهل الإيمان ( وصنفا على وجوههم ) أي يمشون عليها وهم الكفار ( قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم ) أي والعادة أن يمشى على الأرجل ( قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم ) يعني وقد أخبر في كتابه بقوله ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما وإخباره حق ووعده صدق وهو على كل شيء قدير ، فلا ينبغي أن يستبعد مثل ذلك ( أما ) بالتخفيف للتنبيه ( إنهم ) أي الكفار ( يتقون ) أي يحترزون ويدفعون " كل حدب " أي مكان مرتفع " وشوك " واحدة الشوك ، وهي بالفارسية خار .

                                                                                                          قال القاضي رحمه الله : يتقون بوجوههم ، يريد به بيان هوانهم واضطرارهم إلى حد جعلوا وجوههم مكان الأيدي والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق والمشي إلى المقصد لما لم يجعلوها ساجدة لمن خلقها وصورها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه ابن جرير وابن مردويه والبيهقي ( وقد روى وهيب ) بن خالد ( عن ابن طاوس ) اسمه عبد الله ( عن أبيه ) هو كيسان بن سعيد .




                                                                                                          الخدمات العلمية