الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3183 حدثنا عبد بن حميد حدثنا سعيد بن الربيع أبو زيد حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن أبي وائل عن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك وأن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك أو من طعامك وأن تزني بحليلة جارك قال وتلا هذه الآية والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا قال أبو عيسى حديث سفيان عن منصور والأعمش أصح من حديث واصل لأنه زاد في إسناده رجلا حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال وهكذا روى شعبة عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله ولم يذكر فيه عمرو بن شرحبيل

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( قال ) أي ابن مسعود ( وتلا ) أي قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق أي لا يقتلون النفس التي هي معصومة في الأصل إلا محقين في قتلها ومن يفعل ذلك أي واحدا من الثلاثة يلق أثاما قيل معناه جزاء إثمه وهو قول الخليل وسيبويه وأبي عمرو الشيباني وغيرهم وقيل معناه عقوبة . قاله يونس وأبو عبيد وقيل معناه جزاء قاله ابن عباس والسدي ، وقال أكثر المفسرين أو كثيرون منهم : هو واد في جهنم عافانا الله منها قاله النووي يضاعف له العذاب أي يكرر عليه ويغلظ ويخلد فيه مهانا قال : أي حقيرا ذليلا ، وفي رواية البخاري ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحافظ : هكذا قال ابن مسعود : والقتل والزنا في الآية مطلقان وفي الحديث مقيدان أما القتل فبالولد خشية الأكل معه وأما الزنا فبزوجة الجار والاستدلال لذلك بالآية سائغ لأنها وإن وردت في مطلق الزنا والقتل لكن قتل هذا والزنا بهذه أكبر وأفحش . قوله ( لأنه زاد ) أي سفيان وهو أحفظ من شعبة ( رجلا ) وهو عمرو بن شرحبيل وأما شعبة فأسقطه ولكن لم يتفرد شعبة بالإسقاط بل تابعه على ذلك غيره كما يظهر من كلام الحافظ في شرح هذا الحديث في تفسير سورة الفرقان .

                                                                                                          [ ص: 30 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية