الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3220 حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري وعبد الله بن زيد الذي كان أري النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم وفي الباب عن علي وأبي حميد وكعب بن عجرة وطلحة بن عبيد الله وأبي سعيد وزيد بن خارجة ويقال ابن جارية وبريدة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن نعيم بن عبد الله المجمر ) كنيته أبو عبد الله المدني مولى آل عمر يعرف بالمجمر بسكون الجيم وضم الميم الأولى وكسر الثانية وكذا أبوه ، ثقة من الثالثة ( وعبد الله بن زيد الذي كان [ ص: 61 ] أدى النداء بالصلاة ) يعني عبد الله بن زيد والد محمد هذا هو الذي أدى النداء بالصلاة وفي رواية مسلم : وعبد الله بن زيد هو الذي كان أدى النداء بالصلاة ( عن أبي مسعود الأنصاري ) اسمه عقبة بن عمرو صحابي بدري جليل . قوله : ( فقال له بشير بن سعد ) بن ثعلبة بن جلاس الأنصاري الخزرجي صحابي جليل بدري استشهد بعين التمر ( أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ) أي أمرنا الله تعالى بقوله : صلوا عليه وسلموا تسليما . فكيف نلفظ بالصلاة ( حتى ظننا ) من الظن وفي رواية مسلم " حتى تمنينا " من التمني ( أنه لم يسأله ) قال النووي : معناه كرهنا سؤاله مخافة من أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كره سؤاله وشق عليه ( وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ) قال العلماء : معنى البركة هنا الزيادة من الخير والكرامة وقيل هي بمعنى التطهير والتزكية . قاله النووي ( والسلام كما قد علمتم ) معناه قد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام علي فأما الصلاة فهذه صفتها وأما السلام فكما علمتم في التشهد وهو قولهم : السلام عليك أيها النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة الله وبركاته ، وقوله ( علمتم ) هو بفتح العين وكسر اللام المخففة ومنهم من رواه بضم العين وتشديد اللام أي علمتكموه وكلاهما صحيح . قوله : ( وفي الباب عن علي وأبي حميد إلخ ) أما حديث علي فأخرجه النسائي ، وأما حديث أبي حميد فأخرجه الشيخان ، وأما حديث كعب بن عجرة فأخرجه الجماعة ، وأما حديث طلحة بن عبيد الله فأخرجه النسائي ، وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البخاري والنسائي وابن ماجه ، وأما حديث زيد بن خارجة فأخرجه أحمد والنسائي ، وأما حديث بريدة فأخرجه أحمد وفي سنده أبو داود الأعمى اسمه نفيع وهو ضعيف جدا ومتهم بالوضع . وفي الباب أحاديث أخرى إن شئت الوقوف على ألفاظ هذه الأحاديث فراجع النيل . .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي .

                                                                                                          [ ص: 62 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية