الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3269 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عثمان بن عمر عن المستمر بن الريان عن أبي نضرة قال قرأ أبو سعيد الخدري واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم يوحى إليه وخيار أئمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتوا فكيف بكم اليوم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب قال علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد القطان عن المستمر بن الريان فقال ثقة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن المستمر بن الريان ) بالتحتانية المشددة الإيادي الزهراني كنيته أبو عبد الله البصري ، ثقة عابد من السادسة . قوله : واعلموا أن فيكم رسول الله أي اعلموا أن بين أظهركم رسول الله فعظموه ووقروه وتأدبوا معه وانقادوا لأمره فإنه أعلم بمصالحكم وأشفق عليكم منكم ورأيه فيكم أتم من رأيكم لأنفسكم ثم بين أن رأيهم سخيف بالنسبة إلى مراعاة مصالحهم فقال : لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم أي لو أطاعكم في جميع ما تختارونه لأدى ذلك إلى عنتكم وحرجكم ، والعنت هو التعب والجهد والإثم والهلاك ( قال ) أي أبو سعيد ( وخيار أئمتكم ) أي الصحابة رضي الله عنهم ( لو أطاعهم ) أي لو أطاع النبي صلى الله عليه وسلم إياهم ( لعنتوا ) أي خيار أئمتكم مع كونهم خيار الأئمة ( فكيف بكم اليوم ) الخطاب فيه وفي ما قبله للتابعين أي كيف يكون حالكم لو يقتدي بكم ويأخذ بآرائكم ويترك كتاب الله وسنة رسوله .




                                                                                                          الخدمات العلمية