الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3447 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن علي بن عبد الله البارقي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فركب راحلته كبر ثلاثا ويقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم يقول اللهم إني أسألك في سفري هذا من البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا المسير واطو عنا بعد الأرض اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا وكان يقول إذا رجع إلى أهله آيبون إن شاء الله تائبون عابدون لربنا حامدون قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن علي بن عبد الله البارقي ) الأزدي . قوله : سبحان الذي سخر أي ذلل لنا هذا أي المركوب وإنا إلى ربنا لمنقلبون أي راجعون واللام للتأكيد . وهذا الدعاء يسن عند ركوب أي دابة كانت لسفر أو غيره ( من البر ) أي الطاعة ( والتقوى ) أي عن المعصية أو المراد من البر الإحسان إلى الناس أو من الله إلينا ومن التقوى ارتكاب الأوامر واجتناب النواهي ( ومن العمل ) أي جنسه ( ما ترضى ) أي به عنا ( وكان يقول إذا رجع إلى أهله آئبون ) أي نحن راجعون من السفر بالسلامة إلى الوطن ، وفي رواية مسلم وأبي داود : وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آئبون إلخ [ ص: 289 ] ( إن شاء الله ) الظاهر أن هذه الكلمة هاهنا للتبرك ( لربنا حامدون ) قال الطيبي : " لربنا " يجوز أن يتعلق بقوله عابدون لأن عمل اسم الفاعل ضعيف فيقوى به أو بـ " حامدون " ليفيد التخصيص أي نحمد ربنا لا نحمد غيره . وهذا أولى ؛ لأنه كالخاتمة للدعاء انتهى . وفي هذا الحديث استحباب هذا الذكر عند ابتداء الأسفار كلها وقد جاءت فيه أذكار كثيرة . قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية