الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3484 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر حدثنا أبو مصعب عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كثيرا ما كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عمرو بن أبي عمرو

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو عامر ) هو العقدي ( أخبرنا أبو مصعب ) اسمه عبد السلام بن حفص ويقال ابن مصعب الليثي أو السلمي المدني وثقه ابن معين ، من السابعة . قال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وغيره وعنه أبو عامر العقدي وغيره . قوله : ( من الهم والحزن ) الحزن خشونة في النفس لحصول غم ، والهم حزن يذيب الإنسان فهو أخص [ ص: 321 ] من الحزن ، وقيل هو بالآتي والحزن بالماضي وقيل هما بمعنى ( والعجز ) بفتح العين وسكون الجيم ( والكسل ) بفتح الكاف والسين . قال النووي : العجز هو عدم القدرة على الخير وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به . أما الكسل فهو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة مع إمكانه انتهى . ( والبخل ) بضم الباء وسكون الخاء وبفتحهما وهو ضد السخاوة ( وضلع الدين ) أصل الضلع هو بفتح المعجمة واللام الاعوجاج يقال ضلع بفتح اللام يضلع والمراد به هنا ثقل الدين وشدته وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء ولا سيما مع المطالبة ، وقال بعض السلف : ما دخل هم الدين قلبا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه ( وقهر الرجال ) وفي بعض النسخ : غلبة الرجال أي شدة تسلطهم كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا . قال الكرماني : هذا الدعاء من جوامع الكلم ؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة : نفسانية وبدنية وخارجية ، فالأولى بحسب القوى التي للإنسان وهي ثلاثة : العقلية والغضبية والشهوانية ، فالهم والحزن يتعلق بالعقلية والجبن بالغضبية والبخل بالشهوانية والعجز والكسل بالبدنية ، والثاني يكون عند سلامة الأعضاء وتمام الآلات والقوى والأول عند نقصان عضو ونحوه ، والضلع والغلبة بالخارجية ، فالأول مائي والثاني جاهي والدعاء مشتمل على جميع ذلك . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية