الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3504 حدثنا علي بن خشرم أخبرنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن أبي إسحق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك وإن كنت مغفورا لك قال قل لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله سبحان الله رب العرش العظيم قال علي بن خشرم وأخبرنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه بمثل ذلك إلا أنه قال في آخرها الحمد لله رب العالمين قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحق عن الحارث عن علي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الحارث ) هو الأعور . قوله : ( غفر الله لك ) أي الصغائر ( وإن كنت مغفورا لك ) أي الكبائر كذا في التيسير فعلى هذا كلمة " إن " للشرط والواو للوصل ، وقيل يحتمل أن تكون [ ص: 336 ] جملة مستقلة معطوفة على السابقة وجزاؤه محذوف أي إن كنت مغفورا فيرفع الله به الدرجات وأن تكون كلمة " إن " مخففة من المثقلة فالجملة تأكيد للأولى ( العلي ) هو الذي ليس فوقه شيء في المرتبة والحكم فعيل بمعنى فاعل من علا يعلو ( العظيم ) هو الذي جاوز قدره وجل عن حدود العقول حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته والعظم في صفات الأجسام كبر الطول والعرض والعمق ، والله تعالى جل قدره عن ذلك ( الحليم ) أي الذي لا يعجل بالعقوبة ( الكريم ) هو الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وهو الكريم المطلق .




                                                                                                          الخدمات العلمية