الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3538 حدثنا قتيبة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها وفي الباب عن ابن مسعود والنعمان بن بشير وأنس قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي الزناد وقد روي هذا الحديث عن مكحول بإسناد له عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( لله أفرح ) بلام التأكيد المفتوحة ، وفي حديث ابن مسعود عند مسلم : لله أشد فرحا . قال النووي : قال العلماء فرح الله تعالى هو رضاه ، وقال المازري : الفرح ينقسم على وجوه منها السرور ، والسرور يقارنه الرضا بالمسرور به ، قال فالمراد هنا أن الله تعالى يرضى بتوبة عبده أشد مما يرضى واجد ضالته بالفلاة ، فعبر عن الرضا بالفرح تأكيدا لمعنى الرضا في نفس السامع ومبالغة في تقريره انتهى . قلت : لا حاجة إلى التأويل ، ومذهب السلف في أمثال هذا الحديث إمرارها على ظواهرها من غير تكييف ولا تشبيه ولا تأويل وقد سبق بيانه في باب فضل الصدقة ( من أحدكم بضالته ) قال في النهاية . الضالة هي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره ، يقال ضل الشيء إذا ضاع وهي في الأصل فاعلة ثم اتسع فيها فصارت من الصفات الغالبة وتقع على الذكر والأنثى والاثنين والجمع .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود والنعمان بن بشير وأنس ) أما حديث ابن مسعود وحديث أنس فأخرجهما الشيخان ، وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه مسلم . قوله : ( وهذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية