الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3596 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء أخبرنا أبو معاوية عن عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال المستهترون في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو معاوية ) الضرير الكوفي اسمه محمد بن حازم . قوله : " سبق المفردون " [ ص: 40 ] بفتح الفاء وكسر الراء المشددة ، هكذا نقله القاضي من متقني شيوخهم وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء ، يقال : فرد الرجل ، وفرد بالتخفيف والتشديد ، وأفرد قاله النووي أي : المعتزلون عن الناس للتعبد " المستهترون في ذكر الله " بضم الميم وفتح التاءين قال في النهاية : يعني الذين أولعوا به يقال : هتر فلان بكذا واستهتر فهو مهتر به ومستهتر أي : مولع به لا يتحدث بغيره ولا يفعل غيره . انتهى ، وقال المنذري : المستهترون بذكر الله هم المولعون به المداومون عليه لا يبالون ما قيل فيهم ولا ما فعل بهم ، ولفظ مسلم في الجواب : قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا " بكسر الخاء المعجمة جمع خفيف ضد الثقيل أي : يذهب الذكر عنهم أوزارهم أي : ذنوبهم التي تثقلهم . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه مسلم والحاكم وأخرجه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء .




                                                                                                          الخدمات العلمية