الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3659 حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي المعلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال إن رجلا خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش ويأكل في الدنيا ما شاء أن يأكل وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه قال فبكى أبو بكر فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون من هذا الشيخ إذ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا صالحا خيره ربه بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه قال فكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر بل نفديك بآبائنا وأموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الناس أحد أمن إلينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا ولكن ود وإخاء إيمان ود وإخاء إيمان مرتين أو ثلاثا وإن صاحبكم خليل الله وفي الباب عن أبي سعيد وهذا حديث حسن غريب وقد روي هذا الحديث عن أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير بإسناد غير هذا ومعنى قوله أمن إلينا يعني أمن علينا [ ص: 99 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 99 ] قوله : ( عن ابن أبي المعلى ) قال في التقريب ابن أبي المعلى الأنصاري عن أبيه لم يسم ، ولا يعرف من الثالثة ، وقال في تهذيب التهذيب روى عنه عبد الملك بن عمير ( عن أبيه ) أي : أبي المعلى ، قال في التقريب : أبو المعلى بن لوذان الأنصاري قيل : اسمه زيد بن المعلى صحابي له حديث يعني به حديث الباب . قوله : ( خطب يوما ) ، وفي حديث أبي سعيد الآتي جلس على المنبر فقال " خيره " من التخيير أي : فرض إليه الخيار ( قال ) أي : أبو المعلى ( فبكى أبو بكر ) أي : حزنا على فراقه -صلى الله عليه وسلم- ( فقال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم ) أي : فيما بينهم ( من هذا الشيخ ) يعنون أبا بكر ( أعلمهم ) أي : أعلم الصحابة ( بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ) أي : بالمراد من الكلام المذكور " أمن إلينا " أفعل تفضيل من المن بمعنى العطاء ، والبذل أي : أجود وأبذل علينا " في صحبته وذات يده " أي : ماله " ولكن ود " بضم الواو وفتحها وكسرها أي : مودة " وإخاء إيمان " بكسر الهمزة وبالمد مصدر آخى أي : مؤاخاة إيمان " ألا " بالتخفيف للتنبيه " وإن صاحبكم " يريد به -صلى الله عليه وسلم- نفسه . قوله : ( وفي الباب عن أبي سعيد ) أخرجه الترمذي بعد هذا قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد وأبو يعلى ( ومعنى قوله " أمن إلينا " يعني أمن علينا ) مقصود الترمذي أن إلى في قوله " أمن إلينا " بمعنى على .




                                                                                                          الخدمات العلمية