الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3804 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له يا أبا عبد الرحمن أوصنا قال أجلسوني فقال إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما يقول ذلك ثلاث مرات والتمسوا العلم عند أربعة رهط عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عاشر عشرة في الجنة وفي الباب عن سعد قال وهذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الليث ) بن سعد ( عن معاوية بن صالح ) بن حدير الحضرمي الحمصي ( عن ربيعة بن يزيد ) الدمشقي ( عن يزيد بن عميرة ) بفتح العين الحمصي الزبيدي ، أو الكندي وقيل غير ذلك ، ثقة من الثانية . قوله : ( يا أبا عبد الرحمن ) كنية معاذ ( إن العلم ، والإيمان مكانهما ) أي : في [ ص: 208 ] مكانهما ( من ابتغاهما ) أي : طلبهما ( والتمسوا العلم ) أي : اطلبوه ، أو المراد من العلم علم الكتاب والسنة ( عند أربعة رهط ) أي : نفر ، والرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة ( عند عويمر ) بضم العين وفتح الواو مصغرا : اسم أبي الدرداء ( الذي كان يهوديا فأسلم ) صفة كاشفة ، قال الطيبي : ليس بصفة مميزة لعبد الله ؛ لأنه لا يشارك في اسمه غيره ، بل هو مدح له في التوصية بالتماس العلم منه ؛ لأنه جمع بين الكتابين ( إنه ) أي : عبد الله بن سلام " عاشر عشرة في الجنة " أي : مثل عاشر عشرة ونحوه أبو يوسف وأبو حنيفة ، إذ ليس هو من العشرة المبشرة كذا ذكره ميرك ، وهو قول الطيبي ، أو المعنى يدخل بعد تسعة نفر من الصحابة في الجنة ذكره السيد جمال الدين ، قال القاري : وفيه أن يلزم تقدمه على بعض العشرة فلعله العاشر من الذين أسلموا من اليهود ، أو مما عدا العشرة المبشرة فيدخل الجنة بعد تسعة عشر من الصحابة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن سعد ) أخرجه أحمد وأبو يعلى ، والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف .

                                                                                                          وبقية رجالهم رجال الصحيح . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه النسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية